“فارقتني جسدا.. وبقيت معي روحا” مشاعر فياضة تعبر عن الحب الكبير الذي تكنه رشا لجدها محمود سعيد جودت الذي فارق الحياة ومُتعها، وترك الجمال في النفوس، والخصال الحميدة التي ورثها أبناؤه وأحفاده، وتتلخص بشكل جلي في هذه الرثائية: فارقت روحا بفراقك يا أيها العزيز.. ذهبت إلى مكان بعيد وأخذت روحي معك.. سافرت وتركت أحلاما وآمالا لسماع ولو نبرة صوتك يا جدي.. يا روحي لِم الفراق؟ لِم الآلام ولم الأحزان؟ إني أشتاق لك اشتياق الزهرة للماء, واشتياق الأرض للناس، واشتياق الروح للجسد. أعلم أني تماديت في حزني بفراقك، ولكن لم أتماد لدرجة الطغيان وسخط الله، وفي الحقيقة أنا لست غاضبة منك ولا من فراقك؛ لأن الأعمار بيد الله، ولأن الرضا بقضاء الله وقدره واجب، بل إني أشكرك، لأنك تركتنا في بلاء فيه اختبار، وجعلتنا نعرف أنفسنا ونقوي صبرنا. أتحدث معك بصفتي حفيدة لجدها، بصفة ابنة لأبيها، بصفة جسد لروحها. أحبك يا جدي ولا أعلم متى سأفارق هذه الحياة وألتمس عبرتها. متى سأواجهك وأعبر عن حبي وإخلاصي ونظرتي لك. إنك قدوة لجميع أحبابك وإنك حب لا ينتهي حتى ينتهي الزمن. سافرت بعيدا ولكن قلبك بجانب قلبي وروحك قرب روحي، إلا جسدك فإنه ذهب في المكان الموجب له. فارقتهم ولكن لم تفارقني لم تفارق حفيدتك ولا ابنتك ولا جسدك. فهل هناك جسد بلا روح؟ رشا عبدالإله - الرياض