قادت السوق السعودية بقية الأسواق العربية في الاتجاه التصاعدي صوب مكاسب مريحة حققتها جميع الأسواق وسط إجماع المراقبين على ريادة السوق السعودية في قيادة هذا الصعود؛ كونها بدأت تداولاتها يوم أمس الأول، وتلتها بقية الأسواق أمس، وخصوصا سوق دبي التي بدأت صحوة ربما كذبت كثيرا من التكهنات الاقتصادية، ودفعت كثيرا من المستثمرين لتجاوز مخاوفهم. وقد ارتفعت معظم أسواق المال في الخليج خلال أولى جلسات العام الجاري، أمس، لتنضم بذلك إلى السوق السعودية التي بدأت الارتفاع أمس الأول، فصعدت المؤشرات في الإمارات وقطر ومسقط ومصر والأردن والأراضي الفلسطينية، في غياب سوقي الكويت والبحرين للعطلة. ففي السعودية، ارتفع المؤشر ارتفاعا طفيفا لم يتجاوز ثماني نقاط، تعادل 0.13 في المئة من قيمته، ليغلق عند مستوى 6150 نقطة، بعد تذبذب كبير خلال الجلسة بين قوى البيع والشراء. ومن بين 134 شركة جرى تداول أسهمها خلال الجلسة، ارتفعت أسهم 53 شركة، تتقدمها “الصقر للتأمين” و”بوبا للتأمين” والتصنيع”، في حين تراجعت أسهم 57 شركة، تتصدرها “أنعام القابضة” و”البابطين” و”شمس”. واقتصرت المكاسب القطاعية على أربعة مؤشرات، هي “البتروكيماويات” و”الفنادق” و”التأمين” و”الاتصالات”، وهي في معظمها القطاعات الأساسية التي ارتفعت في جلسة أمس، في حين تراجعت سائر المؤشرات. وفي الإمارات، افتتحت أسواق المال تداولات العام الجاري على صعود قوي، خاصة في دبي التي قفز مؤشرها 3.44 في المئة، معتمدا على مكاسب سهم “إعمار” المرتفع بفعل التفاؤل مع افتتاح مشروع الشركة العملاق “برج دبي” المنتظر اليوم. وارتفع سهم “إعمار” بنسبة 7.7 في المئة، دافعا المؤشر إلى الأعلى مع 62 نقطة، ليغلق عند مستوى 1865 نقطة، وسط مكاسب واضحة لأسهم القطاع العقاري، وعلى رأسها “إعمار” وأرابتك” و”سوق دبي المالي” و”ديار”. كما صعد المؤشر في أبو ظبي 1.05 في المئة، ليغلق عند 2772 نقطة، بزيادة 28 نقطة، وذلك مع صعود واضح للأسهم المؤثرة، وعلى رأسها “صروح” و”دانة” و”الدار” و”رأس الخيمة العقارية”. وشهدت الجلسة تداول 134 مليون درهم مقابل 56 مليون سهم، في حين سجلت تداولات سوق دبي أكثر من 900 مليون درهم مقابل 407 ملايين سهم. وبشكل عام، ارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1.68 في المئة، ليغلق على مستوى 2818 نقطة، وشهدت القيمة السوقية ارتفاعا بقيمة 6.80 مليار درهم، لتصل إلى 411.50 مليار درهم. وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 64 من أصل 133 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 43 شركة ارتفاعا، في حين انخفضت أسعار أسهم 12 شركة، ولم يحدث أي تغير في أسعار أسهم باقي الشركات، ومنذ بداية العام بلغت نسبة النمو في مؤشر سوق الإمارات المالية 1.68 في المئة بنهاية أول أيام التداول أمس. وفي ظل استمرار إغلاق السوق البحرينية، ارتفع مؤشر سلطنة عُمان 101 نقطة، تعادل 1.59 في المئة من قيمته، ليغلق عند مستوى 6470 نقطة. وفي قطر، ارتفع المؤشر في أولى جلسات العام الجاري بنسبة 0.68 في المئة، ليغلق عند مستوى 7006 نقاط، بزيادة 47 نقطة، مع تداولات اقتصرت على 124 مليون ريال، مقابل 3.7 مليون سهم. ومن المتوقع أن يسود التفاؤل أوساط الأسواق العربية مع هذه المقدمات الإيجابية؛ إذ يجمع المحللون غالبا على أن أسباب التذبذبات في هذه الأسواق أسباب نفسية خارج المعطيات الاقتصادية الحقيقية لدول هذه الأسواق.