لم يكن شعار الجزيرة على صدور لاعبي النصر في نزالهم أمام الهلال عصر يوم الخميس الماضي.. ولكنه حضر في توالي حماسهم وقتاليتهم على الكرة.. حضرت الكرة الهجومية الممزوجة بالحماس فتساءل العاشق والمتابع: أين كان هذا النصر؟ شاهدت النصر.. فشاهدت نصر العصر.. ليس العصر الذي بين الظهيرة والليل.. لا فقد سبق أن سطر النصر في هذا الموعد مع عشاقه فلولا من المشاهد عبر التاريخ.. بل نصر العصر، نصر هذا الجيل، نصر العنزي والقرني والسهلاوي وغالب والزيلعي والحارثي وسعود حمود وريان وعباس، بقيادة القائد المتجدد نصرا حسين عبدالغني الذي رمى الكرة بدهاء إلى الصندوق الهلالي ليقول: نعم أنا الكبير عمرا والكبير دهاء بالملعب.. هكذا هو فلا يجيد الرمي إلا حسين فهو (الرامي الأول) للكرات الطويلة!.. عندما أحرز النصر هدفه الأول المبكر تذكرت سريعا مباراة النصر والهلال في الدور الثاني عام 1417ه التي انتهت في الملعب نفسه ب(ثلاثة أهداف) صفراء نظيفة جاءت جميعها في الشوط الأول، حيث تجلى النصر بحيوية شبابه آنذاك.. فالملعب يحكي ويتحدث عن مكر كرات الماكر الصغير عبدالله القرني الذي أنهك فيصل أبو اثنين والشريدة ليخرج مصابا بكل تأكيد! الكرة ذاتها كانت يوم الخميس الماضي كرة جادة سريعة ودهاء في التحرك!.. فلم أشاهد نصرا صغيرا ليس فيه إلا مطاردة عبارات البلطان فيتقازم النصر بلا إدراك!.. ولم أشاهد نصرا صغيرا دفاعه عشوائي لاهوية له!.. ولم أشاهد نصرا صغيرا من السهولة اختراق محاوره الدفاعية!.. بل شاهدت نصر العصر الصانع للهيبة التي أجبرت (رادوي) على مطاردة اللاعبين لوقف إبداعاتهم بأية طريقة!.. نصر العصر الباحث عن الكرة والحاصل عليها بكل تركيز.. نصر العصر الذي إن تناقصت فيه النجوم تزايد فيه (الحماس) دون ركون للكسل والسرحان!.. نصر العصر الذي لم يشعر الذباح الحارثي معه بهمهمات إصابته!.. نصر العصر الذي أعاد (الصعب) السهلاوي إلى تركيزه ويقظته!.. كيف لا.. وهدفه أحرزه بالرأس بينما الكرة في الأرض وليست في عنان السماء!.. بحث عنها بكل حيوية واستجاب لها وخضع لكي يفرح العشاق ويصنع التميز دوما في مرمى الدعيع!.. نصر العصر الذي تريده المدرجات ويريده الصغير العاشق حاليا، وهو الذي لم يولد عندما كان ماجد يضع الكرة بين قدمي السلومي عام 1415ه!. نصر العصر الذي منح جماهيره الاطمئنان على أهم مركز بالفريق وهو (المحور)؛ فأحمد عباس كان في كل اتجاه يقطع ويمرر.. فلا يركض إلا بفكر، ولا يشترك إلا ليكون قاطعا لا متقازما أمام الخصوم.. أحسست في وجوده ب(هيبة الدائرة) فهو لا يعرف إلا الكرة!.. أما الأسمر الصغير الصامد إبراهيم غالب فقد قلت سابقا وأقول حاليا: لا حروف ولا كلمات معه، فالكل مشغول مع صموده الأخاذ!.. ختاما فمن أراد أن يعلم أنه نصر العصر فلعله يرصد هذه المعلومة، فحارس النصر العنزي عندما كان عمره لا يتخطى خمس سنوات (أي رضيعا) كان محمد الدعيع يقف في مرمى الهلال!.. هو نصر العصر فاحرصوا على نصركم. جرح الأحباب.. ويا له من جرح!. كتبت الأسبوع الماضي ما نصه (أزمة عنيفة يعيشها المشجع النصراوي.. لا فريق.. ولا نتائج.. ومباراة (ديربي) قادمة أمام فريق لم يفز أمامه منذ سنوات.. أين المفر؟ كان الله في العون) فهل هنا ما يدل على دعوتي لمقاطعة المدرج النصراوي؟ أسألكم أحبتي.. هل أنا من يدعو لهجر مدرج النصر؟ فقد كنت وما زلت ضد المقاطعة، بل عدم المجاهرة بها.. هناك من خرج بكلماته ليؤول كلامي ومقصدي! وباختصار: كنت قد قلت: (كان الله في العون) فقد كانت هناك ظروف.. وكان هناك دعاء! ولكل من عتب وجرح، له حبي وتقديري، ولن ألتفت لأي مقصد فهم أحبتي نعم أحبتي! في اليومين القادمين سأتطرق ل(رؤية قانونية) بشأن قرار إيقاف اللاعب رادوي.