أكدت كارثة سيول جدة الحاجة الملموسة لتنظيم العمل التطوعي وتبنيه بشكل فعلي، في ظل تدني فاعلية التطوع في معظم المجتمعات العربية في وقت هي أشد ما تكون حاجة إلى تنشيط كافة فعاليات العمل الأهلي، وفي مقدمتها العمل التطوعي، وذلك لأسباب تعود إلى طبيعة التحولات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها من جهة، ونظرا لصعود موجة الاهتمام العالمي لما يسمى القطاع الثالث أو اللاربحي من جهة أخرى، مع ما يفرضه هذا الصعود من ضرورة البحث عما تملكه في مخزونها الثقافي والقيمي من محفزات ودوافع لتنشيط العمل التطوعي وتطويره. إحياء الضمائر يؤكد خالد الأسمري عدم معرفته بالمعنى الصحيح للعمل التطوعي، بل ينظر إلى منسوبيه على أنهم أناس يشغلون أنفسهم بأنفسهم، قائلا: »كنت أستغرب من تلك التجمعات التي تنشأ تحت اسم العمل التطوعي، ولكن عندما شاهدت ما حدث في جدة خلال الأيام الماضية من كارثة غير متوقعة، وشاهدت مشاركات العديد من شباب الوطن والمنتمين للجمعيات شعرت بمدى أهمية تلك التجمعات، وأخذت عهدا على نفسي بأن أكون أحد المنتمين للعمل التطوعي، وأطالب الشباب بأن يتكاتفوا يدا بيد ويقدموا كل ما يفيدهم ويفيد أبناء جيلهم«. معنى بلا طعم أما محمد القحطاني فيبدي استغرابه من قلة وعي المجتمع بالمعنى الصحيح للعمل التطوعي وبالأخص شباب المجتمع، بقوله: »للأسف، شباب المجتمع ومنهم من تجاوز الثلاثين من عمره لا يعرفون معنى العمل التطوعي، ولك أن تتخيل العديد من الشباب هنا في محافظتي الدماموالخبر توجهوا لمحافظة جدة خصيصا لتقديم العون لأهلنا وأحبابنا، وعند السؤال عن دوافعهم أجابوا بأن العمل التطوعي معنى لم نشعر بلذة طعمه إلا بعد تقديم العون والمساعدة متعهدين بمواصلة الجهود وتكوين الجمعيات بعد عودتهم«، وأضاف: »ورغم الفائدة الكبرى العائدة من العمل التطوعي إلا أنه يحز في خاطري الأحزاب الفئوية التي نشاهدها بين الشباب من خلال أن يكون الشاب ذا شكل معين حتى يلتحق بالجمعية المعينة«. معاناة من الصعوبات علي باطرفي رئيس نادي شباب الخبر التطوعي أكد معاناتهم من بعض الشباب الذين لا يعلمون مدى أهمية العمل التطوعي والمردود الإيجابي الكبير الذي يحظى به المجتمع من خلال هذا العمل التطوعي، مبينا أن المجتمع ومن خلال هذا التطور الكبير في المجتمع والانفتاح يظل في حاجة ماسة للعلم التطوعي، وطالب الجهات الرسمية أن تنظر في أمرهم من خلال الاعتراف بهم حتى يعملوا بحرية ودون قيود أو موانع تحت مظلة مثل تلك الجمعيات الرسمية. ولم يخف محمد الغامدي، عضو نادي الخبر التطوعي بأن المجتمع في حاجة ماسة للعمل التطوعي كثيرا، لأن الفراغ ذبح أبناءه بجميع شرائحه شبابا ونساء وكبار سن، ويقف ما حدث في محافظة جدة من عمل تطوعي جبار شاهدا على التلاحم بينهم في عز توهجه، ودليلا على أهمية العمل التطوعي، داعيا إلى عدم الخلط بين العمل التطوعي والخيري، فالعمل التطوعي هو الخيري ولكن العمل الخيري ليس هو التطوعي، لأن العمل التطوعي يعد مساندا إداريا فقط. وأبدى الغامدي أسفه من المناوشات بين بعض منسوبي العمل التطوعي من خلال حرص بعضهم على إبراز الذات، وطالبهم بتصفية النوايا من أجل أن يتحقق النجاح في العمل.