منذ فترة ليست بالطويلة كنا نحتفي بأصحاب الشهادات العليا، الماجستير والدكتوراه في مختلف المجالات، الذين نالوها باقتدار، وبعد جهد ومعرفة، ليعودوا بعدها إلى أرض الوطن مسلحين بالعلم النافع. لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن تلك الشهادات فقدت قيمتها من خلال جامعات خارجية مجهولة، وأفراد لم يعرفوا من العلم سوى اسمه، حصلوا على تلك الشهادات التي لا تساوي قيمتها الحبر الذي كتبت به. تلك الجامعات غير المعترف بها، تمنح أصحابها شهادات فقط للتباهي والتفاخر بها في مجتمعهم، فتراهم يضعون الألقاب قبل أسمائهم أمام مداخل مكاتبهم، أو على طاولاتهم، أو الأوراق الرسمية التي يضعون عليها توقيعاتهم. والحصول على تلك الشهادات مقابل مبالغ مالية، قد تكون زهيدة في بعض الأحيان، إشارة واضحة إلى أن تلك الشهادة ليس لها قيمة. إن التعليم من الأمور المهمة التي ترتقي بها الأمم، لذلك سخرت الحكومة كل إمكانياتها في سبيل الارتقاء بالعلم والمعرفة من خلال جامعاتها المنتشرة في كل أرجاء الوطن، والتي فتحت أبوابها لكل من يريد الحصول على العلم الحقيقي، والشهادات الحقيقية التي من خلالها نستطيع بناء الوطن والمفاخرة بعلمائه.