القنوات الشعرية لها دور كبير في خدمة الشعر والشعراء، خاصة ونحن في عصر الفضائيات؛ وهذه القنوات بالفعل تخدم الموروث الشعبي، لكنها قد تحدث نوعا من التشتت لدى الجمهور، كما هي الحال مع القنوات الغنائية..! وهذا لا يعني أنه ليست هناك قنوات هادفة، بالعكس؛ هناك قنوات هادفة استطاعت أن تترك بصمة قوية لها لدى المشاهد وأظهرت الموروث الشعبي في أبهى صوره.. وعلى الرغم من أن بعض تلك القنوات ساعدت في تزايد ظاهرة الشللية والواسطة والتطبيل لمستشعرين ومستشعرات لا يجيدون حتى وزن القصيدة، وبالتالي أسهموا مع الأسف الشديد في هدم الشعر والأدب معا، إلا أنها أيضا أظهرت مواهب وأسماء جديدة لم نكن نعرفها من ذي قبل؛ فأعداء النجاح كثيرون، وليس في الساحة الشعبية فحسب، إنما في جميع جوانب الحياة.. وبالمقابل فإن تقنية الإنترنت قدمت الكثير للشعر؛ وكان لها دور كبير في خدمة الشعر والشعراء، حيث إنها كونت حلقة وصل بين الشاعر وجمهوره.. لذا أرى أن توجُّه الشعراء المشهورين وغير المعروفين إلى الإنترنت وتأسيسهم مواقع ومنتديات وصفحات على الفيس بوك، طغى على المطبوعات التي باتت تحتضر، على الرغم من أن المسألة من وجهة نظري تكميلية، أي أن كلا منهما يكمل الآخر.. خلاصة الحديث: صحيح أن التقنيات الحديثة أوصلت بعض الأسماء إلى القمة، لكنها تبقى مجرد وسيلة من وسائل الانتشار وليست هي التي تصنع الشاعر الحقيقي..