منذ اكتشف الإنسان النار، وهو يستخدم أخشاب الأشجار وقودا لإشعال نيرانه، ومنذ تلك الأزمان السحيقة ومهنة الحطابة مزدهرة ونشيطة. وعلى الرغم من التأثيرات التي سببتها التغييرات عبر العصور، كاكتشاف الفحم، ومن ثم الوقود النفطي وبعدهما الوقود باستخدام الكهرباء، نهاية بالوقود النووي في الوقت المعاصر، إلا أن أحطاب الأشجار ظلت محتفظة بقيمتها المعنوية، أما قيمتها المادية فهي تتضاعف إلى أثمان قياسية سنة بعد أخرى. وأهم أنواع الحطب محليا تنحصر في أنواع قليلة، وعلى رأسها الأرطى، وهو نبات ينمو في الصحاري الرملية، وتستخدم جذوره، التي غالبا ما تكون ضخمة، أحطابا. ويتميز الأرطى بجودته من ناحية التدفئة والطبخ، كما أنه المفضل عند الكثيرين من حيث الرائحة والدخان الذي يتصاعد عند إحراق الحطب. إلا أن الأرطى يندر وجوده عاما بعد آخر، وهذا ما يجعله رأس قائمة الأحطاب من حيث السعر، كما أن صعوبة جمعه والحصول عليه تضاف إلى مشاق حطاب الأرطى. ومن الأنواع أيضا، السمر، وهو الأكثف تواجدا في السوق، وأسعاره لذلك أقل من نظيره الأرطى، ويفضّل السمر في النزهات البرية القصيرة؛ كونه لا يستهلك مساحة كبرى عن النقل والتخزين. إضافة إلى ذلك، هناك نبتة الغضى، التي تستخدم أحطابها في مجالات محدودة، إذ إن أحطاب هذه النبتة سريعة الاشتعال وشديدة التوهج والحرارة، لكن لفترة قصيرة. فبعد مرور دقائق على إشعالها تتحول إلى رماد منطفئ، ومن ثم فإن أكثر استخدامات الغضى تتمثل في اتخاذه وسيلة لدى الأطباء الشعبيين والمعالجين بالكي. وليس للغضى دخان مؤذٍ للعين، وتلك ميزة من إيجابياته. إلى ذلك، يستخدم الطلح أيضا لتكوين الأحطاب، والطلح نبات فطري يستوطن الأودية في حائل خاصة ومدن أخرى. وليس شائعا استخدامه حطبا في المناطق والأقاليم التي ينبت فيها؛ كونه نباتا أخضر لا يموت بسهولة وقادرا على تحمل العطش سنوات عدة، ومن ثم فإن استخدام أحطاب الطلح محدود، بمحدودية العثور على شجرة ميتة قابلة لتقطيعها واستخدامها حطبا. وإضافة إلى هذه الأنواع، هناك أيضا حطب السلم والقرض والرمث والعجرم، وهي أحطاب لا تقارن مع الأحطاب الأساسية المذكورة، لكنها تستخدم على أي حال للتدفئة أو لإشعال الأحطاب الضخمة من الأرطى والسمر.