نعم هاردلك منتخب البحرين.. فرصة ذهبيه للتواجد في كأس العالم القادم ضاعت من المنتخب البحريني الشقيق وضاعت معها آمال كل العرب، خصوصا عرب آسيا الذين لم يمثلهم أي منتخب بعد أن كان السعودي هو السفير العربي المعتمد لها.. فالمنتخب البحريني أمام نيوزيلندا قدم مباراة كبيرة ومستوى مميزا كان يستحق من خلاله أن يلعب في جنوب إفريقيا.. فقد كان البحريني في قمة حضوره وأجبر النيوزيلنديين على الدفاع في ملعبهم وعلى أرضهم وبين جماهيرهم.. حيث كانت ظروف المباراة تتيح للاعبي البحرين استثمار تفوقهم والوصول لمرمى المنتخب النيوزيلندي في ظل الفرص العديدة التي سنحت ومنها ضربة جزاء حاسمة كانت كفيلة بنقل البحرين للنهائيات ونقل آمال العرب جميعا خلفها في المونديال.. منتخب نيوزيلندا طار بالتأهل وهذا واقع يستحق عليه التهنئة والتبريك، لكن ميدانيا لم يكن الأفضل ولم يكن الأحق فنيا، غير أن كرة القدم لا تخضع لأي مقاييس باستثناء الفوز والوصول للشباك، وهذا ما لم يفعله لاعبو البحرين في المباراة.. وللمرة الثانية يغادر البحرينيون النهائيات وبنفس الطريقة والظروف حين لم يستثمروا الأرض والجمهور كما يجب.. ففي ملحق 2006 سقط البحريني على أرضه أمام ترينيداد وتوباجو بعد أن نجح في تحقيق التعادل خارجها.. وها هو الآن يفشل بالتعادل السلبي على أرضه ويواصل الفشل خارجها حين خسر بهدف وحيد وفرط في تسجيل ضربة جزاء هي بمثابة هدف التأهل لكنها إرادة الله التي حالت دون الوصول البحريني المنتظر، غير أن الأحمر وصل لقلوب الجماهير العربية والخليجية تحديدا حتى وهو يغادر المونديال.. التجربة البحرينية دون شك تجربة تستحق التقدير والاحترام.. حيث صنع البحرينيون منتخبا قويا وفر له الوقت والاستقرار الفني والإداري وأُخضع لبرنامج إعداد مميز أثمر عن منافسة حقيقية على التأهل رغم كل العوائق والظروف التي لم تكن الأفضل في البحرين مقارنة بجيرانها، لكن البحرين نجحت في استثمار كل إمكاناتها على الصعيد الفني ووضوح الهدف وسلامة التخطيط لتقفز إلى موقع المنافسة الفعلية على الوصول لكأس العالم، وهذا بحد ذاته إنجاز يحسب للكرة البحرينية ومسؤوليها ومؤسساتها الرياضية. باختصار المنتخب السعودي يعد نفسه للمستقبل عبر لقاء منتخبات متواضعة لا تضيف جديدا لكرتنا ولاعبينا.. فمنتخب بيلا روسيا سيكون هو المستفيد من التجربة وليس العكس. الأخضر الشاب تأهل لنهائيات كأس آسيا للشباب المقبلة وكشف التأهل عن أننا بتنا نفرح بالتأهل للنهائيات بعد أن كنا نفوز بالبطولة بكل سهولة! للأسف أصبحت كل برامجنا وخططنا تركز على الظهور الإعلامي أكثر من العمل الحقيقي.. وها نحن نواجه منتخبات ضعيفة لنفوز عليها ونحسن تصنيف المنتخب السعودي لدى ال(فيفا).. لنضحك على أنفسنا قبل أن يضحك علينا الآخرون!