قرأت في صحيفتكم الغراء خبرا بعنوان (مقيم يتناوب مع ابنه اغتصاب ابنته التلميذة).. اغتصاب آخر يضاف إلى فجيعة الإنسان، حالة أخرى تدمي القلب، تهز معاقل الذاكرة، الإنسان هذا الوديع، الحنون، الطيب، الغيور، تغيّر، نزع رداء إنسانيته، صار وحشا يحوم حول حماه، تخلى عن قيمه، ومبادئه وعاداته، وتقاليده، تبع نداء هواه وغريزته، خدعته نفسه، فنهش لحمه، استباح عرضه، ودمه، افترس فلذة كبده، فض بكارتها، كما يفض الأسد بطن فريسته، قتل براءتها وطفولتها، وبلا شفقة ولا رحمة، ما هذا الذي يحدث؟ أيعقل أن يصير الإنسان إلى مرحلة من هذه المراحل؟! أب يتناوب مع ابنه اغتصاب ابنته ذات ال11 ربيعا! لماذا كل هذا الظلم، وهذا التوحش، وهذا الجرم؟! لماذا نرتكب مثل هذه الأشياء بحق أبنائنا، فلذات أكبادنا؟ وأين الخوف من الله؟ أين الضمير والحياء؟ أين حق الأبوة؟ أب ومعه ابنه وحشان يغتصبان براءة طفلة في ربيع العمر، ومن قبل كانا يرتكبان الفاحشة ذاتها بشقيقاتها اللاتي تزوجن، جرم يشهد على فظاعة الإنسان، ويبرهن لنا على أن الإنسان لم يعد هو هو، لقد صار إلى حد ما مخيفا، ومن السهل عليه أن يخرج يوما عن شعوره، ويقترف الجرم ذاته الذي شاهدنا روعه، وإن كان قد خرج ونسي إنسانيته وعاداته وتقاليده.