من أسباب اللجوء للموضات العالمية، بحسب الشبان الذين التقيناهم، عدم قدرة الزي التقليدي على التغيّر والتطوّر. فهو برأيهم جامد منذ نشأته والتغييرات التي طرأت عليه طفيفة جدا، ومع جميع المتغيرات الجارية كان لابد إما أن يتغير الزي أو يتغير لابسوه فيتخلون عنه ويرتدون ما يخدمهم في هذا الوقت. ويقول منصور التمامي، اللباس التقليدي لن يندثر لأن مجموعة من الشبان تجده غير عملي في كثير من الأوقات، بل سيظل باقيا ومعروفا. ويضيف: “لذلك فإن منع الشبان من ارتداء ملابس غريبة للحفاظ على الزي التقليدي لا يؤثر في النتائج” ويشير محمد شاهر إلى أن الثوب والشماغ محتفظان بمكانتهما في المناسبات الاجتماعية وفي الأعياد والزواجات وغير ذلك، أي أن الملابس الحديثة لم تلغِ الزي التقليدي تماما. ويضيف: “نجد أن العمال في الشركات يرتدون ما يتناسب مع مهامهم، والشاب الذي يخرج للترفيه يكون في مهمة لا يناسبها لبس الثوب والشماغ والعقال أو أيا كانت مكونات الزي التقليدي، فالشاب يريد ملابس خفيفة تكون هي بخدمته وليس هو بخدمتها كما هو الحال مع الملابس التقليدية، التي تتطلب من لابسها مراقبة دائمة للتأكد من أناقتها على العكس من القطع الخفيفة للباس”. وفي سياق آخر يقول عبدالله السندي إن هذه الموضات الجديدة، قد تعيد إلى الزي التقليدي أهميته وليس العكس، فالشاب الذي يلتزم بارتداء نوع معين قد يصل في مرحلة ما إلى زي “وسطي” ليس بالثوب ولا بالبناطيل الجديدة، والخاسر هنا هو الثوب بالتأكيد. ويضيف: “ولكن عندما يبقى للثوب والشماغ مناسباتهما فإنهما سيبقيان محتفظين بأهميتهما الاجتماعية ولن يزولا بسهولة، فحتى الآن وعلى الرغم من انتشار الملابس الأجنبية بشكل هائل، لا يميل أي شاب إلى حضور حفل زواج ببنطال طيحني، أو حضور مناسبة اجتماعية مهمة بملابس غير تقليدية، وهذا التقسيم شائع بين جميع المجتمعات، أي تخصيص أزياء للمناسبات، تختلف عن أزياء الاستخدام اليومي”.