دفعت الديون رجلا لاستغلال والده المتقدم في السن والمقعد بسبب المرض، في التسول والبحث عن الصدقات، بمساعدة زوجته التي أوحت إليه بهذه الفكرة، خصوصا أن أهل الخير يكثرون في شهر رمضان والفرصة سانحة لجمع المزيد من الأموال. وكانت زوجة الابن ذهبت لزيارة منزل والد زوجها برفقة أبنائها، وهناك اختمرت الفكرة في رأسها، فطلبت أن تصطحبه معها ليجلس معهم بعضا من الوقت في رعايتهم وليستمتع أبناؤها بجدهم. وبالفعل وجد الطلب استحسانا من أبناء الرجل فجهزوا له بعض حاجاته قبل أن تعود به زوجة أخيهم إلى منزلها وهناك أقنعت زوجها بفكرتها واستعدا لتنفيذها قبل أن ينقضي رمضان. إحدى بنات الرجل اكتشفت مصادفة استغلال والدها في التسول وهو الرجل الميسور الحال، عندما اتصلت به عدة مرات للاطمئنان عليه فكانت زوجة أخيها ترد بأنه في المستشفى لمراجعة حالته الصحية، لكنها شكت في الأمر فاتصلت بالمستشفى الذي أخبرها بأن والدها لم يأتِ للمراجعة منذ وقت طويل لأن حالته مستقرة.. فشكت في الأمر، أخبرت بقية إخوتها بالأمر ووافقوا على فكرتها بمراقبة منزل أخيهم حيث اكتشفوا المفاجأة القاسية. وقالت الابنة الصغرى إنهم مصدومون من تصرف أخيهم الذي سولت له نفسه باستغلال والده في هذا العمل، في وقت كان يجب أن يكون بارا به. وأشارت إلى أن أخاهم اعترف لهم بأن زوجته هي من أوحت إليه بالفكرة لانتشاله من ديونه ولم يفكر في عواقب الأمر. من جانب آخر قال أحمد الناصر الاختصاصي النفسي إن هذا التصرف يعد أحد أشكال سوء معاملة الكبار واستغلال ضعفهم وعدم قدرتهم على الرفض أو التعبير عنه بسبب ظروفهم الخاصة. كما اعتبر أن تصرف الابن لا يصدر إلا من الذين يعانون اضطرابا في الشخصية سواءً على مستوى نمط الشخصية أو سماتها، وهؤلاء يعانون برودا عاطفيا وقدرة على التخطيط واستمالة الآخرين لصالحهم، خصوصا إذا كانوا يعانون سلبية في الشخصية وعدم قدرة على الرفض. أما نادية الشهري الاختصاصية الاجتماعية فقالت إن الضغوط المالية وسوء إدارة المال وكثرة الديون تعد من العوامل المساعدة لإثارة بعض المشكلات الشخصية عند الأفراد ودفعهم إلى تصرفات غير حكيمة من أجل تلبية رغباتهم في العيش بمستوى معين إلى جانب ضعف القيم الدينية والأخلاقية لديهم.