تتسابق بعض القنوات الفضائية وبالذات في شهر رمضان المبارك إلى دعم إنتاج بعض الأعمال التمثيلية في السعودية وبشكل حصري. السؤال هنا.. ما هدف تلك القنوات من هذا الدعم.. وهل قدمت الدراما السعودية والمشتغلين بها بشكل صحيح؟ وهل كل ما يعرض من أعمال ومن يشارك بها من عناصر هو بالفعل ما تزخر به المملكة من فكر ومفكرين ومن ممثلين أيضا، ومن دراما ناضجة. الجواب بكل تأكيد.. لا. لقد جنت تلك القنوات عن قصد أو عن غير قصد على صناعة الدراما في السعودية، وساهمت في تقديم صورة بعيدة عن الواقع من خلال دعمها لأعمال هشة، ولعناصر لا تملك الإمكانات الفنية المؤهلة لذلك. الدراما لا تقاس بأحجام الأجسام، هزيلا كان أو مترهلا، الدراما موضوع يبنى على ثقافة وخبرة طويلة وليس فقط من خلال شخصية كاريكاتورية برزت في عمل ما، وتقبلها البعض بتركيبتها ضمن ذلك العمل، ومن ثم تم استغلالها وتوظيفها في أعمال أخرى بعيدة عن البناء الأساسي لتلك الشخصية. أنا لست ضد أحد بعينه، ولكني ضد فرض واقع غير واقعي. أنا ضد كل من يقدم نفسه كمنتج أو ممثل وهو لا يملك ما يؤهله لذلك. ربما ساهمت صحافة الشللية في تلميع بعض الأشخاص الذين وجدوا في ذلك دعما مشجعا للاستمرار في مشوارهم، ولكن هل يملك مثل هؤلاء الوقود الذي يساعدهم على التشغيل.. لا. ثم ألف لا.. بكل تأكيد سوف ينتهون وسوف يصبحون في عالم النسيان، ما لم يستغلوا هذه الهالة الإعلامية التي يرفلون بتعميمها ويطوروا من أنفسهم علما وثقافة. أما القنوات الفضائية الداعمة لمثل هؤلاء وإنتاجهم، فلا يهمها مستوى العمل أو ما يحمله من مضامين، بل همها الأول والأخير هو استقطاب أكبر عدد من المشاهدين المتلقفين لإعلاناتها المدفوعة الثمن والتي تغطي بجزء منها تكاليف إنتاج تلك الأعمال التي تتبناها وتدعمها.