لو دخلت منزلا مكونا من عشرة أفراد، أكثر من نصفهم لا يزال دون ال18 سنة، هل تتوقع أن تدخل بيتا ساكنا هادئا أم تجد العكس؟! من الطبيعي أن تجد الدنيا (مطربقة) والنشاط الفوضوي لا يهدأ له بال، وإذا كان هذا الوضع المتوقع للمنزل وساكنيه فمن المنطقي – أيضا - أن يكون هذا حال مجتمعنا الفتي الذي لا يتجاوز سن أكثره هذا العمر، بمعنى أن كل عشرة أفراد من المجتمع فيه خمسة إلى سبعة يعيشون مرحلة الطفولة والمراهقة!. وإذا أدركنا هذا، وجعلناه نصب أعيننا، سنجد فيه سببا وجيها لكثير من التجاوزات السلوكية التي نطالعها يوميا، والأهم من هذا ستتبين لنا الطريقة الأجدى في التعامل معهم، وإن عدنا للمنزل الذي مثلنا به سابقا نجد أن العبث يمكن احتواؤه وترويضه من خلال إيجاد وسائل ترفيهية وتثقيفية لساكنيه؛ لتفريغ طاقاتهم بما يعود عليهم بالنفع؛ عندها سنجد أن الفوضى تحولت إلى انضباط، والطاقة المهدرة إلى وقود لتنمية المواهب. يبقى السؤال الأهم: ترى هل أوجدنا في بيتنا الكبير، حيّنا (مرافقنا) مهرجاناتنا الصيفية ما يمتص طاقات هذه الفئة العمرية من مجتمعنا ويستغلها فيما يعود بالنفع؟! الإجابة المؤسفة تجدونها على أرض الواقع من حولكم!.