حالفني الحظ أن أعاصر المرحلة السابقة لإنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار، وفترة تأسيسها، وأيضا ما بعد انطلاقتها حتى الآن، وأتابع بإعجاب وتقدير شديدين الخطوات الناجحة والمدروسة التي تخطوها، وما تحققه من إنجازات بهدف النهوض بصناعة السياحة في السعودية وإرساء قواعدها الأساسية، كما تربطني صداقات عميقة بالكثير من الزملاء والمديرين فيها، ونتشارك كثيرا في المعارض والمؤتمرات المحلية والعربية والدولية، ومن القفزات المهمة التي حققتها الهيئة التحول إلى النظم الإلكترونية في جميع مراحل عملها، حتى إنها أحرزت العديد من الجوائز العالمية منها: شهادة الأيزو العالمية التي منحتها شركة (بيرو فيتيراس) العالمية بعد استيفاء كافة إداراتها وأقسامها متطلبات الشهادة كأفضل اعتراف دولي بأنظمتها الإدارية، كما أن شهادة تطبيق نظام الجودة العالمي لم تأت من فراغ بل جاءت بالتزام الهيئة بتطبيق المعايير القياسية في التعاملات الإدارية، ولتصبح نموذجا يحتذى به في صناعة السياحة والآثار، ولتصبح إحدى المؤسسات الحكومية الرائدة في تطبيق معايير عالمية لإدارة الجودة. وكانت النواة التي انطلقت منها لتطبيق نظام الجودة على كافة قطاعات الهيئة حصول مكتب الأمين العام وقطاع المساندة على شهادة الأيزو العالمية في المرحلة الأولى من تنفيذ مشروع تطبيق نظام الجودة في الهيئة. ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة من الجوائز التي قدمتها جهات متعددة للهيئة على نجاحها في تطبيق التعاملات الإلكترونية، وهذه ليست المرة الأولى، فقد حصلت الهيئة على جائزة أوراكل بعد أن أنجزت بنجاح خلال العام الماضي تنفيذ مجموعة من التطبيقات والأنظمة المعتمدة على نظام أوراكل منها مشروع تخطيط موارد المنشأة الحكومية الذي يحتوي على نظام الخدمات الذاتية، ونظام الموارد البشرية، ونظام المالية، ونظام المشتريات وتدريب منسوبيها على إتقان استخدام الأنظمة بشكل متقدم؛ وذلك محاولة من الهيئة للاستغناء عن التعامل بالمعاملات الورقية بأكبر نسبة ممكنة، والوصول إلى أقصى سرعة لإنجاز المعاملات. ومن هذا المنطلق وضعت الهيئة البنية التحتية الأساسية لأنظمة حاسوبية متطورة يُعتمد عليها؛ حيث إن أحد أهم أهداف مشاريع الهيئة التقنية هي (مكاتب بدون ورق) وهذا ما تحقق بتطبيق نظام إلكتروني دقيق. كما يعتبر نظام التأشيرة السياحية الإلكترونية من أبرز الأنظمة التي أنجزتها الهيئة بعد أن وقعت اتفاقية مع شركة (العلم) التابعة لوزارة الداخلية المتخصصة في أمن المعلومات والأعمال الإلكترونية؛ وذلك لتقديم خدمات الدعم الفني لإنشاء وتشغيل نظام التأشيرة السياحية الإلكتروني؛ إذ يتم بموجب النظام إصدار التأشيرات إلكترونيا بتنفيذ عملية إصدار التأشيرات السياحية، ويرتبط النظام بقواعد بيانات مركز المعلومات الوطني بوزارات الداخلية والخارجية والحج والهيئة العامة للسياحة والآثار. ويشمل النظام التبليغ عند المغادرة وتقديم خدمة الإحصائيات المستمدة من المعلومات المتوافرة لدى مركز المعلومات الوطني حول دخول وخروج السياح. كما يشتمل على ربط الشركات السياحية بالنظام؛ لتسهيل إجراءات طلب الشركات للتأشيرات السياحية إلكترونيا بين الجهات المعنية الأخرى. يذكر أن شهادة الأيزو إحدى علامات التطور الإداري في المنشآت الحاصلة عليها، وتمنح لمن تستطيع منها تطبيق المفهوم الشامل للجودة وفق مقاييس خاصة وضعتها لذلك الشركة العالمية. هذه نبذة مصغرة عن الجهود المضنية التي تبذلها الهيئة ورجالها في صمت وسعي دؤوب، هذه الإنجازات تستحق الإشادة والتقدير، وكما يقول الأمير ماجد المشاري آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية الحاسبات: إن الهيئة تعد نموذجا مثاليا يحتذى لكثير من القطاعات الحكومية للتحول إلى الإدارة الإلكترونية. سائح