أكدت دراسات طبية حديثة أن الجلوس خلف مقود السيارة في أثناء الزحام يؤثر في الأعصاب، كما أنه يؤثر في القلب أيضا. واستطلع فريق من الباحثين آراء 1500 من الأشخاص الناجين من نوبات قلبية ووجهوا إليهم العديد من الأسئلة مثل: أين كانوا قبل أربعة أيام من حدوث النوبة؟ وأجاب 8 في المئة منهم أنهم كانوا محشورين على الطرقات بسبب الزحام لبضع ساعات قبل حصول النوبة القلبية. وكانت تأثيرات البقاء في الزحام أسوأ لدى النساء، وكذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام الصدر التي تعرف باسم الذبحة الصدرية. وتقول نظريتان رائدتان إن العلاقة المحتملة بين الزحام في الطرقات والنوبات القلبية يرجع إلى الغضب أو التوتر، وكذلك التلوث الجوي؛ فالجلوس خلف مقود السيارة أثناء الزحام يلهب أعصاب البعض، خصوصا إن كانوا محاطين بسائقين يدخلون من هنا ويخرجون من هناك، بينما يشعر عدد آخر منهم بالتوتر. وارتبط الغضب والتوتر بحدوث انقباضات في الشرايين التاجية، وحدوث اضطراب مفاجئ في الترسبات (الموجودة على جدران الأوعية الدموية) المليئة بالكوليسترول، إضافة إلى دورهما في تحفيز ظهور إيقاع غير طبيعي لدقات القلب، وأي واحد من هذه التأثيرات يمكنه أن يؤدي إلى نوبة قلبية، إضافة إلى أن التلوث الجوي الذي ينتج من عوادم السيارات والشاحنات يهدد بحدوث الالتهابات، وتشكيل الخثرات الدموية، وتعمق الوضع الهش للترسبات الحاوية على الكوليسترول، كما تؤدي إلى اضطراب إيقاع القلب.