أحدثت صفقة انتقال مايكل أوين إلى نادي مانشستر يونايتد جدلا كبيرا لدى الشارع الرياضي الإنجليزي، خصوصا أن أوين بزغت نجوميته مع ليفربول الغريم التقليدي لليونايتد، وكان من الواضح على أوين رغبته الشديدة في الانتقال إلى أحد الأندية الكبيرة؛ لأنه وافق على تخفيض مرتبه الأسبوعي إلى 55 ألف جنيه إسترليني بعدما كان يتقاضى 110 آلاف مع نيوكاسل ناديه السابق. وشكل بُعد الأندية الكبيرة عن (الفتى الذهبي) صدمة له بتلقيه عروضا من أندية متواضعة بحجم ستوك وهال سيتي، لكن اليونايتد أتى لينقذ أوين من خوض تجربة كان مجبرا على القيام بها مع أندية تصارع من أجل البقاء ضمن دوري الأضواء. وسيجد أوين سهولة في التأقلم في تجربته الجديدة؛ نظرا إلى وجود عدد كبير من اللاعبين الإنجليز في صفوف اليونايتد سبق لأوين اللعب والتدرب معهم سنوات عدة مع المنتخب الوطني، وشكل ثنائيا مميزا في خط المقدمة مع واين روني بكأس الأمم الأوروبية 2004 وكأس العالم 2006، وتبدو شراكة أوين مع روني في خط مقدمة إنجلترا جيدة نسبيا؛ لأن الأرقام تشير إلى تسجيل الثنائي 23 هدفا في 28 مباراة خاضاها معا، وأشارت مصادر صحيفة ديلي ستار إلى أن لاعبي اليونايتد بدؤوا في إرسال رسائل نصية إلى بعضهم البعض بعد تأكد قدوم أوين، معتبرينه قادرا على عمل الإضافة. ولم يخض أوين أي تجربة ناجحة منذ قراره ترك ليفربول، حيث خاض موسما واحدا مع ريال مدريد قضاه على دكة البدلاء، على الرغم من تسجيله 18 هدفا، إلا أن راؤول الذي كان في أوج عطائه في تلك الفترة لم يسمح لأوين بأخذ فرصته كما يجب، لينتقل بعدها إلى نيوكاسل الذي يعتبر أسوأ تجربة خاضها؛ نظرا إلى كثرة الإصابات التي تعرض لها، وهو ما استدعى أطباء اليونايتد لعمل فحص طبي دقيق؛ للتأكد من سلامة أوين من أي إصابة مزمنة. ومن المؤكد أن يزداد كره جماهير ليفربول لأوين الذي كان أكثر نجوم الفريق شعبية بين الجماهير، ساحبا البساط من ستيفن جيرارد في تلك الفترة، فبعد أن قرر ترك الفريق في فترة حرجة كان يعاني الفريق فيها شح المهاجمين، أتى الآن لينتقل إلى الغريم التقليدي لفريقه السابق، وهو الأمر الذي أثر أيضا على رافائيل بينتيز مدرب الليفر الذي رفض مرارا إعادة أوين إلى ملعب الانفيلدن، على الرغم من قدرته على فعل ذلك. ووضعت صحيفة دايلي ميل البريطانية استفتاء عن احتمالية نجاح أوين مع اليونايتد، حيث توقع 52 في المئة منهم نجاحه في تجربته و48 في المئة لم يقتنعوا بالصفقة وتوقعوا فشلها، واستمر التصويت عشر ساعات فقط، وشارك فيه أكثر من 22 ألف شخص. وقال اليكس فيرجسون مدرب اليونايتد في أول ردة فعل له بعد الانتقال: “أوين كان مهاجما خاصا، كنت أتمنى التعاقد معه قبل هذا الوقت، لكن سياسة النادي تقتضي عدم شراء أي لاعب من ليفربول؛ لذلك لم نصارع من أجل ضمه بعدما قرر الانضمام إلى ريال مدريد، وعندما فكر في خوض تجربة أخرى كان الفريق يملك عددا كبيرا من المهاجمين، ومن الصعوبة علينا أن نضمه؛ لذلك لم نقم بمفاوضته من جديد، والآن أنا سعيد بقدومه وواثق من مقدرته على استعادة مستواه”. من جهته عبّر أوين عن سعادته بالقدوم إلى اليونايتد، ولم يخف بدءه محادثات مع هال وستوك قبل أن يتدخل اليونايتد ليحسم الموضوع، وأضاف أوين لشبكة سكاي سبورت الإخبارية: “فيرجسون اتصل بي صباح الأربعاء الماضي ودعاني لتناول وجبة الإفطار وقبلت.. بعد ذلك تحدث معي عن نيته للتعاقد معي ووافقت بسرعة كبيرة وبطريقة عفوية، على الرغم من قربي من الانضمام إلى هال سيتي بعدما أعطيتهم موافقتي المبدئية”. وأردف: “أريد أن أشكر فيرجسون على ما قام به، إنه رجل رائع وأنا سعيد بالعمل معه، لقد حقق هدفي بالانضمام إلى نادٍ كبير، ومن واجبي الآن أن أحقق له أهدافه كافة التي من أجلها أتيت إلى هنا”. ودعم آيان راش المهاجم الأسطوري لليفربول سابقا قرار اليونايتد بالتعاقد مع أوين، مؤكدا قدرة اللاعب على استعادة مستواه السابق، بعدما قال: “الناس تعتبر أوين لاعبا قد انتهى، لكن هذا الأمر غير صحيح هو قادر على استعادة مستواه؛ لأنه مهاجم فذ، وأثبت ذلك عندما كان يدافع عن ألوان ليفربول. أنا واثق من قدرته على استعادة حاسة التهديف مع اليونايتد”. وعن رأيه في قرار بنيتيز بعدم محاولته استعادة أوين أوضح: “لا. لا.. بنيتيز أمره مختلف، الليفر يملك مهاجمين مميزين، وبالنسبة إلى أوين أعتقد أن القرار المناسب له الانضمام إلى اليونايتد”.