علاقة رجل المرور بأصحاب السيارات المخالفة، تقف دائما في مفترق طرق.. فشرطي المرور يرى أنه يطبق القانون حسب التعليمات، والمخالفون يرون أن الدوريات ترصدهم، وتحرر المخالفات حسب (المزاج).. ويرى سائقون أن تعامل الشرطة معهم عند تحرير المخالفة غير راق.. ويرون أن رجال المرور يحتاجون إلى دورات في كيفية التعامل مع المواطنين، وكانت شمس قد أجرت استطلاعا لآراء 500 شخص من المواطنين والمقيمين ذهب 98 في المئة إلى أنهم غير راضيين عن أداء رجال المرور بينما يرى 2 في المئة فقط أن أداء رجل المرور جيد. تدريب وتثقيف يقول سعيد الجهني، صاحب مقهى: إن غالبية رجال المرور يحتاجون إلى تدريب وتثقيف، ودورات مكثفة في كيفية التعامل مع المواطنين، وكيفية تطبيق النظام. ويوضح: “هناك رجال مرور للأسف يتعاملون مع السائقين معاملة غير راقية”. ويضيف: “البعض يتحدث بغرور وتعال، حين يناقشه السائق في سبب تحرير المخالفة، ويقول (عطني الرخصة والاستمارة)، وكأنه لا يسمع”. ويقول: “بعد تحرير المخالفة يصر على أنك فعلت المخالفة”. ويرى الجهني، أنهم “يتعاملون مع أصحاب السيارات القديمة، معاملة تختلف عن معاملتهم مع أصحاب السيارات الجديدة”. ويضيف: “الغريب أنهم لا يطبقون النظام”. ويوضح: “هم يستخدمون الجوال أثناء السير، وحينما نسألهم: يقولون (نحن نستخدمه للعمل).. كما أنهم يستخدمون ال(مايك) بصورة سيئة وكأننا في حراج”. ويشيد الجهني برجال المرور السري؛ لأنهم قلصوا من حجم الحوادث المرورية، ووضعوا حدا لتجاوزت المراهقين، الذين يستخدمون السيارات بصورة جنونية ومخيفة. استخدام السلطة أما حاتم العوفي فيقول: “للأسف هناك رجال مرور يتعمدون بعض الأشخاص وبالتحديد المعلمون”. ويضيف: “لعلي أذكر موقفا حدث لأحد زملائي، حيث إن أحد رجال المرور، استخدم سلطته ضد هذا المعلم، وأخذ يحرر ضده مخالفات؛ كون ابنه رسب في مادة عند هذا المعلم”. ويوضح: “أجد أن هناك عنصرية في التعامل، بمعنى أن رجال مرور مقد يحررون ضدي مخالفة، وفي المقابل أجد أن أبناء منطقتي يتغاضون عن مخالفاتي، ويسمحون لي بالمرور، من دون تحرير مخالفات”. مشيرا إلى أن “معاملتهم بشكل عام دون المتوسط، وليس في قاموسهم شيء اسمه الابتسامة”. ويؤكد العوفي أن “هناك رجال مرور تعاملهم سيئ جدا، والغالبية لا يرحمون”. ويضيف: “أذكر أن أحدهم حرر ضدي مخالفة؛ كون أحد الأنوار عندي مطفأ، على الرغم من التوضيح له بأن النور تعطل قبل ساعتين”. ويذكر أنه “يعرف رجال مرور يخالفون، ويقطعون الإشارات، وسياراتهم مظللة من دون أن يسائلهم أحد”. سلبيات كثيرة ويلاحظ عبدالله المالكي تأخر رجال المرور عن الحضور إلى الحوادث. ويرى أن تبريرهم دائما يكون بسبب الزحام. وعن التعامل معه، يقول: “حسب الموقف، فقد تكون المخالفة التي ارتكبتها بسيطة، فيكون التعامل بلطف”. مشيرا إلى أن “رجال المرور يقصدون بعض السيارات وأبرزها الكامري”. ويؤكد: “ما يلفت الانتباه تحيز بعضهم لأبناء قبيلتهم”. مضاعفة المخالفات كذلك يرى أحمد المالكي، أن “سلبيات رجال المرور كثيرة ومعاملتهم بشكل عام ضعيفة جدا”. ويضيف: “رجال المرور في السابق كان لديهم رقي في المعاملة، ويقدرون الشخص، بينما حاليا هناك تعال من قبلهم، ويظلون داخل سيارة الدورية، ونحن الذين نذهب إليهم”. ويوضح أن “المشكلة الكبرى هي مضاعفة المخالفات خلال فترة قصيرة”. ويقول: “هذا ظلم، فقد يكون الشخص الذي قام بهذه المخالفة، مسافرا أو نسي أو حررت ضده مخالفة ظلما، فكيف له دفع آلاف الريالات؟!”. ويرى أن “هناك الجيد وهناك السيئ، وهناك من يستوقفك، حتى ولو لم تكن مخالفا، لكن أشيد بخطوة المرور السري”. الابتسامة أما حمد الحارثي فيرى أنه “من النادر أن تجد رجل مرور يبتسم، أو يعاملك بلطف”. ويقول: “نحن لا نريد منهم ابتسامة ولا معاملة لطيفة، لكن لا نريد سوى الصدق في تحرير المخالفات، والنظر في مضاعفة تكلفة المخالفة بعد فترة؛ لأنه ظلم”. ويؤيده الرأي حمدان الحارثي، الذي يؤكد أن “مضاعفة المخالفات أمر لا يطاق وظالم، فهناك رجال مرور يحررون مخالفات على أصحاب سيارات من دون علمهم”. معاملة مختلفة لكن عوض الحارثي يؤكد أن معاملة رجال المرور في المنطقة الشرقية تختلف عنها في جدة. ويضيف: “هناك يظهرون التعامل بلطف ورقي”. ويؤكد أن “الظاهرة السلبية هي الحوادث، التي يتأخر رجال المرور كثيرا حتى يحضروا إليها؛ ما يعطل الحركة المرورية”. ويضيف أن 90 في المئة من رجال المرور يطبقون النظام بصورة جيدة، ويقول: “لكن هذا لا يعني أن لديهم سلبيات”. مطالبا بالنظر في موضوع “مضاعفة المخالفات لما فيها من تضرر على كثيرين”. غير مثقفين فيما يشير فيصل العرابي إلى أن “رجال المرور غير مثقفين، ولم يأخذوا دورات تعليمية وتوعوية في كيفية التعامل مع الناس”. ويوضح: “صاحب المخالفة أيا كان هو إنسان، لا بد من التعامل معه بكل رقي واحترام”. ليسوا سواء ويؤكد فهد المحمد، جندي أول، أن “أصابع اليد ليست سواسية”. ويضيف: “هناك رجال مرور طيبون، وهناك جيدون، وهناك من يتعامل مع الناس بمزاجية”. لكن فهد ينفي ما يقال عن أن رجال الأمن غير منضبطين، وأنهم لا يطبقون النظام. ويؤكد: “أنهم أقسموا على كتاب الله، وتعاهدوا على أن يعملوا بشرف ونقاء”. ويوضح أن “هناك من نتساهل معه، لكن ليس للعنصرية دور، وإنما حينما نجد صاحب المخالفة يتعامل برقي، ويقسم على ألا يكررها هنا قد نتغاضى عنه”. وعن عدم ابتسام رجل المرور بوجه السائق، أو عدم ترجله من السيارة إلى المخالف، يقول فهد: “هذه حالات نادرة، لكن كثيرا من رجال المرور يتعاملون بكل رقي، ولا تجدهم عابسي الوجوه”. وعن الأسباب التي تجعل بعض رجال المرور يخالفون الأنظمة، يوضح: “ذلك يرجع للظروف، كما أن من يتعامل مع رجال المرور بكل احترام، فلن يجد منهم إلا الاحترام”. وعن مستوى انضباط رجل المرور خارج العمل، يذكر فهد: “لكي أكون صريحا، هناك بعض رجال المرور يرتكبون مخالفات، وهم لا يختلفون عن المواطنين في ذلك”. ويوضح أحد رجال المرور، رفض ذكر اسمه، أن التعامل معهم في الجزاء والعقاب في العمل بقسوة، قد ينعكس على البعض، ولا يجد متنفسا إلا في المخالفين، ويعاملهم بذات المعاملة التي يجدها في العمل”.