أقسم أمس 450 مثمنا عقاريا بالاخلاص لله ثم للدين والوطن لممارسة مهنتهم بكل أمانة وذلك في حفل احتضنته (غرفة جدة) برعاية الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة. وتعد خطوة تخريج مثمنين محترفين خضعوا لسبع دورات تدريبية على مدار 35 أسبوعا الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وأجمع المشاركون في الحفل على أن هذه الفكرة ستقضي بشكل واضح على المضاربات التي تحدث في سوق العقار السعودية وستكون واقية من الارتفاع المبالغ فيه بأسعار العقارات في المناطق السعودية بشكل عام ومحافظة جدة على وجه الخصوص. وأعتبر مازن بترجي أن الحدث الأول من نوعه في السعودية جاء مواكبا مع النجاح الباهر الذي حققه معرض سيتي سكيب السعودي الذي نظم في جدة أخيرا، مشيرا الى أن العاملين في العقار محظوظون بالأحداث المتلاحقة التي تزيد من قيمة القطاع المهم الذي يعتبر أحد روافد الاقتصاد الوطني. وأضاف بترجي ان العقار يستحوذ على جانب كبير من اهتمامات المستثمرين بعد تخطي الاستثمارات فيه حاجز التريليوني ريال، مشددا على اهمية التعرف على كافة المعوقات التي تواجه العاملين في هذا الحقل. وأبان بترجي ان (غرفة جدة) ممثلة في لجنة التثمين العقاري سعت على مدار العامين الماضيين الى العمل على تخريج أول دفعة من المثمنين العقاريين على مستوى السعودية حتى يكونوا خير عون لكافة العاملين في مجال العقار، والعمل على سد الحاجة الملحة التي يحتاج اليها القطاع والاستفادة من آراء أهل الخبرة في بعض القضايا المنظورة أمام المحاكم فيما يتعلق بالعقار. وشدد بترجي على أن السوق العقارية في السعودية تعد احدى المنظومات الاقتصادية المهمة باعتبارها تأتي في المرتبة الثانية بعد النفط لكونها تشكل 13 في المئة من الناتج القومي، مبينا ان أهميتها تكمن في انها مشغلة لأكثر من 90 قطاعا آخر منها مواد البناء والمقاولات والمكاتب الهندسية. وذكر بترجي أن سوق الطلب على العقار تتنامى بشكل مضاعف وباتت أكثر القطاعات التي لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية، معربا عن تفاؤله بمستقبل العقار في السعودية في ظل زيادة حجم السكان التي تقدر بأكثر من 3.5 في المئة سنويا. واعتبر ان الأمن والاستقرار والمبادلات الحكومية بإنشاء مدن اقتصادية تعد مؤشرات تجعل المستثمرين يتفاءلون بمستقبل العقار في ظل حاجة السعودية إلى أكثر من 160 ألف وحدة سكنية تقدر قيمتها بأكثر من 72 مليار ريال سنويا. وقال نائب رئيس غرفة جدة: “ان حفل تخريج 450 مثمنا عقاريا سينير الطريق لكافة العاملين في المجال العقاري لتحديد المعايير الصحيحة والعادلة للتثمين العقاري، مؤكدا أن الحلم في (غرفة جدة) قد اقترب من الحقيقة كي يكون العام المقبل عام التطوير العقاري في جدة. من جهته أكد عبدالله الأحمري نائب رئيس اللجنة العقارية في (غرفة جدة) والمشرف على تخريج أول دفعة من المثمنين العقاريين أن الخاضعين للدورات السبع هم من فئات عدة من المجتمع: كأساتذة جامعات، أطباء، مهندسين، رجال أعمال، معلمين، مشددا على ان هذا التنوع يدل دلالة واضحة على اهتمام المواطن السعودي ووعيه بأهمية احتياجات المجتمع. وأشار الى أن اللجنة العقارية في غرفة جدة التي أطلقت المبادرة تضم سلسلة من اللجان مثل: التثمين العقاري، التطوير العقاري، إصلاح ذات البين، تحديث الأنظمة، والتنسيق بين الجهات الرسمية، مؤكدا أن ما يزيد من اهمية لجنة التثمين العقاري هو ارتباطها الوثيق بقطاع عريض من أصحاب الأعمال، وجهات رسمية ممثلة في أمانة جدة، المحكمة العامة، المحكمة الإدارية، كتاب العدل، والمحكمة الجزئية. ولفت الاحمري الى ان الفكرة أطلقت بدعم من صالح التركي رئيس غرفة جدة السابق، موضحا ان مركز الدراسات المتقدمة للتدريب اشرف على تنفيذها وغرفة جدة رفعتها إلى وزارة التجارة لاعتماد الشركات والمؤسسات والأفراد المشاركين في البرنامج كمثمنين معتمدين، مشيرا الى حرص فريق العمل القائم على البرنامج عدم تعارض وقت المحاضرات مع انشغالات المتدربين لدرجة تخصيص ثلاثة أيام من الأسبوع كدراسة.