أكدت دراسة عن «الوصمة الاجتماعية في الأمراض النفسية»، أن هناك وعيا عاليا بأهمية العلاج النفسي بين الطبقة المثقفة وذات التعليم العالي في المجتمع السعودي. وكانت الدراسة التي أعدها كل من طلال محمد الناشري مدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بصحة جدة وأمال عمر السايس اختصاصي اجتماعي أول في مستشفي الملك فهد بجدة؛ استهدفت معرفة اتجاهات المجتمع نحو الأمراض النفسية، وأسباب إحجام أفراد المجتمع عن البحث عن العلاج النفسي في حالة الحاجة إليه. كما استهدفت معرفة كيفية القيام بحملات توعية لتعريف الناس بماهية الأمراض النفسية وأسبابها وطرق علاجها؛ للتغلب على المعتقدات الخاطئة التي أصبحت جزءا من الثقافة المجتمعية. وقد أرجع 52.5 في المئة من عينة الدراسة عدم توجه المريض النفسي للعلاج بالطب النفسي إلى النظرة السلبية التي ينظر بها المجتمع إلى المريض النفسي. بينما أرجع 31.7 في المئة السبب إلى عدم اقتناع المريض وأسرته بالطب النفسي، وأرجع 15.8 في المئة السبب إلى لجوء كثير من أفراد المجتمع إلى الشيوخ؛ لاعتقادهم أن المرض النفسي نوع من المس الشيطاني. وحول نظرة المجتمع للمريض النفسي؛ اعتبر 57.4 في المئة من أفراد العينة أنه خطر على المجتمع ويجب الحجر عليه، ورأى 34.7 في المئة أنه مرض كغيره من الأمراض، وأعرب 7.9 في المئة عن اعتقاده بأن المرض النفسي مرض يمكن علاجه بسهولة. وحول مدى إمكان شفاء المريض النفسي من المرض بعد إخضاعه للعلاج؛ رأى 21.8 في المئة أنه يمكن أن يعيش حياة طبيعية بعد العلاج، ورأى 13.9 في المئة أن المريض النفسي لا يمكنه القيام بواجباته الأسرية والعملية، ويحتاج إلى الرعاية المستمرة من أسرته، بينما رأى 64.4 في المئة أنه يستطيع العودة إلى ممارسة حياته الأسرية والعملية بالتدريج. وعن أسباب الأمراض النفسية؛ قال 65.3 في المئة: « إن السبب وراثي وظروف بيئية ضاغطة » ، ورأى 33.7 في المئة أنها عوامل بيئية فقط، وأرجع 1.0 في المئة السبب إلى عوامل وراثية. وحول أسباب صعوبة تشخيص الأمراض النفسية؛ أعاد 56.4 في المئة السبب إلى عدم وعي المجتمع بالأمراض النفسية، وأرجعوها إلى المس والعين، وأرجع نسبة 24.6 في المئة السبب إلى أن المريض النفسي قد لا يعترف بحاجته إلى العلاج، بينما أرجع 18.8 في المئة السبب إلى أن الأمراض النفسية معقدة بشكل قد يجعل من الصعب للعامة التعرف عليها. وعن أسباب تردد الأسرة في اللجوء إلى طلب المساعدة الطبية النفسية عندما تتأكد من معاناة أحد أفرادها من مرض نفسي؛ رأى 47.5 في المئة أن الأسباب تعود إلى عدم وجود أطباء نفسيين متخصصين بالعدد الكافي، وأرجع 31.7 في المئة السبب إلى عدم وجود مستشفيات نفسية مناسبة في حالة حاجة المريض إلى التنويم، وأرجع 20.8 في المئة السبب إلى عدم وجود عيادات نفسية كافية. وعن أسباب ضعف الوعي المجتمعي بالمرض النفسي وكيف يمكن تلافي هذا الضعف؛ أرجع 60.4 في المئة ذلك إلى عدم اهتمام وسائل الإعلام المختلفة بنشر الوعي بين أفراد المجتمع؛ ورأى 35.6 في المئة أن السبب عدم رغبة أفراد المجتمع بمعرفة الأمراض النفسية؛ بسبب عدم اعترافهم بوجودها وإرجاعها إلى الضعف الإيماني، وأرجع 4.0 في المئة السبب إلى اعتقاد العامة بأن المرض النفسي هو من الأمراض التي تصيب الأغنياء؛ بسبب الرفاهية الزائدة. وحول أسباب تردد بعض الأسر في الاعتراف بالمرض النفسي؛ قال 73.3 في المئة: « إن السبب هو الخوف من معرفة المحيطين بهذا المرض؛ بسبب الخجل والشعور بالعار » ، وأعاد 19.8 في المئة السبب إلى عدم اعتراف المجتمع بالمرض النفسي واعتباره وعكة صحية طارئة أو ظروفا بيئية صعبة في المنزل أو العمل، ورأى 6.9 في المئة أن السبب يعود إلى الخوف من تنويم المريض في مستشفى الأمراض النفسية؛ ما يؤدي إلى معرفة جميع المحيطين بظروف مرضه. وحول دور المسؤوليات الاجتماعية والاقتصادية في تأخر البحث عن العلاج، أرجع 68.3 في المئة السبب إلى الخوف من حدوث تفكك أسري أو طلاق في الأسرة، وأرجع 31.7 في المئة السبب إلى كون المريض العائل الأوحد للأسرة. وحول أهمية الاحتفاظ بسرية المعلومات بسبب خوف المريض من الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية؛ رأى 81.2 في المئة أنه يجب ألا يطلع على المعلومات إلا الطبيب المعالج، ورأى 16.8 في المئة أنه يمكن للفريق الطبي في حدود ضيقة الاطلاع على المعلومات الخاصة بالمريض، ورأى 2.0 في المئة أنه لا داعي لإحاطته بالسرية؛ لأنه يعد مرضا كغيره من الأمراض. وعن أسباب نظرة المجتمع السلبية إلى العلاج بالطب النفسي؛ أفاد 49.5 في المئة بأن الأمراض النفسية يحوطها كثير من الخرافات التي لا أصل لها من الصحة، وأفاد 30.7 في المئة بعدم إمكان شفاء المريض النفسي بشكل كامل، وأفاد 19.8 في المئة بعدم ثقة الناس بالأطباء النفسيين. وحول أسباب تخلي كثير من أسر المرضى عن مسؤولياتهم تجاه المرضى بعد خروجهم من المصحات النفسية؛ أرجع 56.4 في المئة السبب إلى ضعف الروابط الأسرية، ورأى 26.7 في المئة ان السبب هو الخوف من المريض وإمكان إلحاق الأذى بنفسه وبالآخرين، وارجع 16.8 في المئة السبب إلى عدم إمكان توفير الجو المناسب والآمن للمريض بعد خروجه. وعن كيفية زيادة وعي أفراد المجتمع بالأمراض النفسية؛ أجاب 49.5 في المئة بعمل برامج إعلامية مستمرة وجذابة؛ لتعريف المجتمع بالأمراض النفسية طول العام، وأجاب 34.7 في المئة بوجوب إدخال برامج دراسية عن الأمراض النفسية في المدارس لتوعية الطلاب والطالبات، وأجاب 15.8 في المئة بوجوب عمل أسبوع صحي نفسي يتم فيه تكثيف البرامج الثقافية والتوعية الصحية بالأمراض النفسية. وعن حقوق المرضى النفسيين؛ طالَب 61.4 في المئة بوجوب وجود تشريعات وقوانين تنص على حماية حقوقهم السرية والعملية، وطالَب 28.7 في المئة بوجوب تخصيص مؤسسات حقوقية تحمي المريض ويتم اللجوء إليها عند وقوع ضرر نفسي أو بدني على المريض، وطالب 9.9 في المئة بإنشاء بيوت إيواء يمكن اللجوء إليها في حالة تخلي الأسرة عن العناية بالمريض.