غزت لعبة البلوت منطقة الخليج منذ عشرات السنين، حتى غدت اللعبة الأولى على مستوى المنطقة، حيث وجدت إقبالا كبيرا من جميع فئات المجتمع بلا استثناء.. لكنها لم تصبح اللعبة الشعبية الأولى فحسب، بل أصبحت المتهم الأول في نظر كثيرين، في زرع الشقاق، وتأجيج الخلافات العائلية.. بل وصل الاتهام إلى جعلها ساحة الإجرام التي تأخذ من يلعبها إلى سيف الجلاد وسوطه. فهل أصبحت لعبة البلوت بالفعل محلا لكل هذه الاتهامات والموبقات؟"شمس"تحاول الإجابة عبر السطور التالية لحظة غضب يبدأ معنا جابر العيسي بالحديث عن لحظة لن ينساها، قائلا: "لن أنسى ما حييت لحظة الغضب التي تسببت في حرماني من لقاء أبناء عمي على امتداد 13 عاما". ويضيف: "والسبب هو تلك اللعبة المسماة بالبلوت". ويشرح العيسي التفاصيل، ويقول: "تبدأ تفاصيل القصة عندما كان والدي وعمي ثنائيا خطيرا في اللعبة". ويضيف: "في إحدى الليالي وأثناء اللعب أخطأ والدي في اللعب؛ ما جعل عمي يستشيط غضبا، ويتلفظ على والدي بألفاظ بذيئة، كانت كافية بقطع أواصر الرحم التي أوجبها الله". ويوضح العيسى: "لولا تدخل أهل الخير بعد تلك القطيعة الطويلة القاسية بيننا وبين عمي وأولاده، لما تغير الحال". ويؤكد: "قصتي أكبر دليل على أن هذه اللعبة لا تخلو من المشكلات". طلقتني البلوت وتحكي أم روان (ربة بيت) مأساتها العائلية ومصيبتها في زوجها بسبب البلوت، وتصف لنا كيف استطاعت هذه اللعبة أن تخرب بيتها، حيث تقول: "جُن جنون زوجي بهذه اللعبة، وأصبح أسيرا لها، حيث كان يمارسها في استراحة زميله". وتضيف: "هذه اللعبة كان يغادر زوجي من أجلها المنزل كل يوم بعد العشاء، ولا يعود إلا في أنصاف الليالي، غير مبال لا بعائلته ولا بأطفاله". وتوضح: "كانت النتيجة أن تم فصله من عمله في إحدى الشركات الخاصة". وتؤكد: "كانت هذه الشرارة التي أججت الخلاف وزادت حدته بيننا". وتقول أم روان بكل أسى: "للأسف أصبح الطلاق هو الحل الوحيد لمعاناتي أنا وأطفالي". مظلومة..؟! لكن عبدالعزيز السنبل، أحد نجوم لعبة البلوت وسط أصدقائه، يرد غيبة لعبة البلوت!، ويبدي استغرابه من تذمر البعض منها، وشنه حملة عليها، ويقول: "هناك كثير من الألعاب الشعبية أمثال الدومينو والكيرم، وكذلك الألعاب الحديثة أمثال البلاستيشن، يلعبها كثيرون من باب التسلية، وتغيير الجو منذ زمن بعيد". ويتساءل بألم: "لماذا الحديث عن لعبة البلوت فقط؟". ويستغرب السنبل من ربط اللعبة بالمشكلات، ويقول: "أنا أرى أنه لا يوجد رابط إطلاقا بين البلوت والمشكلات". ويضيف: "الإنسان العاقل قادر على أن يضبط نفسه، وينسّق جدوله كيفما شاء ما بين عائلته وعمله وأصدقائه وممارسة هواياته". غضب.. فحرمان ويشرح ماجد الغامدي الأمر برؤية مختلفة، ويقول: "الشيء المؤكد أن لعبة البلوت يصاحبها كثير من روح التحدي وارتفاع الضغط والتوتر العصبي". ويوضح: "أذكر أنه في إحدى المناسبات العائلية، كان والدي وجدي يرحمهما الله فريقا لا يقهر، من الصعب هزيمته في لعبة البلوت". ويضيف: "وأثناء اللعب، وبخطأ من جدي وقعت الهزيمة للفريق؛ ما جعل والدي يرد بفعل غير مقصود، ويقوم بلعن جدي الذي هو والده!". ويقول: وما كان من جدي إلا أن حرَّم هذه اللعبة طوال عمره، حتى توفاه الله". ويرى الغامدي، أن للعبة تأثيرا كبيرا على صحة الإنسان، بسبب الشد العصبي المستمر، وكذلك طول الجلوس عليها.