تصدرت شكاوى التلوث البيئي، وانتشار الشاحنات المخالفة، والعمالة السائبة في الأحياء، وباعة الأغنام المتجولين، والصرف الصحي، إضافة إلى انقطاع المياه، الملاحظات التي واجه بها المواطنون أعضاء المجلس البلدي لمدينة الرياض في اللقاء المفتوح السادس الذي جمعهما أمس الأول في قاعة بانوراما بحي الروضة. وأكد المواطن فرحان العنزي (أحد سكان حي النهضة)، أن باعة الأغنام المتجولين الذين يقفون أمام منازلهم تسببوا في حدوث مشاكل عديدة للسكان منها انتشار الروائح الكريهة؛ الأمر الذي جعلهم يخرجون من منازلهم وقت بيع الأغنام، مشيرا إلى أن وجودهم تسبب في حوادث مرورية أودت بحياة طفلة خلال الأسبوع الجاري أمام رصيف منزلها. وأوضح العنزي أن هذه المشكلة دفعته إلى الرحيل من الحي والسكن في خيمة بالبر للهروب من المضايقات والروائح التي تنبعث من داخل المنزل، مؤكدا أن الكثير من المواطنين حذوا حذوه. وأضاف العنزي أنه تقدم بالعديد من الشكاوى إلى أكثر من جهة مختلفة، ولكنه لم يجد تجاوبا منهم. مبينا أن معظم باعة الأغنام المتجولين مخالفون للأنظمة ويعملون من دون ترخيص. إلى ذلك، اشتكى سكان حي المنار من شركات نقل السيارات التي تستعمل الشوارع الصغيرة في الأحياء مواقف لشاحناتها؛ الأمر الذي جعل الدخول إلى الأحياء صعبا. كما اشتكى الحضور من مركز السموم الموجود بحي الروضة، مؤكدين أن وجوده في الحي يثير أكثر من علامة استفهام. وعلّق الدكتور هشام ناضرة مدير الشؤون الصحية في منطقة الرياض على الشكوى وقال في رده على الحضور: “ندرك أن مركز السموم تسبب في قلق للسكان بالحي بسبب اسمه، ولكن طبيعة عمله القيام بالفحوصات الطبية الجنائية، وفحص المضبوطات من مخدرات وغيرها”. وفي السياق اشتكى سكان (حي النرجس) من عدم وجود إنارة بالحي، ونقص كبير للخدمات البلدية، وكذلك عدم وجود الأرصفة والحدائق المناسبة، إضافة إلى تفاقم مشاكل الصرف الصحي. وانطبقت الحال ذاتها على سكان حي (النسيم) و(النظيم) إلى جانب شكاوى من التلوث البيئي في حي (السلي). وتلقى أعضاء المجلس والمسؤولين الذين حضروا أيضا شكاوى من سكان حي الروضة قدمها بالنيابة عنهم المواطن سليمان العنزي حول الصرف الصحي. وبين العنزي أنهم يقومون بشفط الصرف الصحي على حسابهم الخاص، ويكلف كل منزل ما يقارب ألف ريال شهريا، مؤكدا وجود أسر لا تستطيع دفع المبلغ شهريا. وتابع: “الجهات المختصة لم تتحرك لحل المشكل التي استمرت أعواما طويلة، رغم الشكاوى التي قدمت”. وأوضح العنزي أن الصرف الصحي تسبب في انتشار الروائح الكريهة بالحي، إضافة إلى انتشار البعوض والحشرات المختلفة؛ ما دفع البعض إلى الرحيل. وشهد اللقاء المفتوح الذي حضره قرابة 300 مواطن وجهوا أكثر من 100 شكوى، حضور عدد من المسؤولين منهم الدكتور هشام ناضرة مدير الشؤون الصحية في منطقة الرياض والدكتور أسامة الربيعة وكيل وزارة المالية والمهندس محمد الشهراني رئيس بلدية الروضة وغيرهم. وتلقى المجلس خلال اللقاء أكثر من 100 شكوى ما بين مكتوبة ومنقولة مباشرة إلى الأعضاء كمداخلات. من جانبه، أكد المهندس طارق القصبي نائب رئيس المجلس، أن جميع الشكاوى والملاحظات والاقتراحات التي تلقاها المجلس من المواطنين سيرفعها إلى الجهات المختصة ومتابعتها من أجل معرفة ما تم بشأنها، مؤكدا أن دور المجلس يقف عند إيصال المشكلة إلى الجهة المختصة ومتابعتها ومن ثم إبلاغ صاحب الشكوى أو الملاحظة أو المقترح بما تم حيال موضوعه.