استبشر أولياء أمور الأطفال المعوقين بالجبيل باللفتة الإنسانية للأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، الذي أمر بتشكيل لجنة لدراسة أحوال الأيتام والمعوقين بالمنطقة “كونها شريحة من المجتمع تستحق الاهتمام من الجهات الحكومية وأفراد المجتمع كافة”. وقدم الأهالي عددا من المقترحات للجنة، أهمها تشكيل مؤسسة خاصة للخدمات والمقاولات ينفق من ريعها على المشروعات الخاصة بالمعوقين. وطالب الأهالي بضرورة توفير التعليم المناسب للمعوقين، والعمل على مساعدة أسرهم ودمجهم في المجتمعات، كما طالبوا بالعمل على تأهيلهم وتدريبهم وتوفير الوظائف لهم. معاناة مضاعفة وقال محمد الغامدي (والد لطفلين معوقين إعاقة نطقية وسمعية): “نحن كأسر لأطفال معوقين نعاني معاناة مضاعفة”. وأضاف: “نعاني التعامل مع الطفل المعوق، ونعاني التعامل مع المجتمع، ونعاني التعامل مع المؤسسات التي تقدم الخدمات أو بعضها للطفل المعوق”. وأشار إلى أن ذلك “يعكس أثرا سلبيا على المستوى النفسي والاجتماعي للأسرة”. وأوضح أن “أسرة المعوق تحتاج إلى رفقة معها؛ لتفعيل دورها، ومواجهة المشكلات التي تواجهها”. وعدّد تلك المشكلات، وذكر أن “أهمها: المشاكل النفسية والاجتماعية والوظيفية؛ حيث يصبح ولي أمر الطفل المعوق عبئا ثقيلا في المكان الذي يعمل فيه، ويضطر للخروج من عمله كثيرا للمراجعات، وهذا ما لا يفهمه بعض رؤسائه في العمل”. وأكد الغامدي وجود مشكلات اقتصادية لديهم، وقال: “نحن نعاني مشكلات اقتصادية؛ حيث يزيد وجود طفل معوق في الأسرة التكاليف عليها؛ لأنه يحتاج إلى رعاية خاصة وأجهزة خاصة وتعليم متخصص في أماكن دراسية خاصة”. وأضاف: “إذا رغبنا في الرقي بدور أسرة المعوق فإنه يتوجب علينا تبني بعض الأفكار الداعمة لها؛ لكي تؤدي دورها بشكل صحيح، وحتى يخرج الطفل المعوق للمجتمع ويؤدي دوره بشكل صحيح”. وأضاف أن هناك معاناة خاصة في التنقلات بين المدن لحضور الندوات المقامة من أجل المعوقين. أسر معوقة وأشار الغامدي إلى وجود أكثر من 800 معوق في الجبيل وحدها. وأضاف: “لكن الرقم المعلن هو 450 معوقا”. وقال: “إن جميع هؤلاء المعوقين يحتاجون إلى رعاية واهتمام”. وأوضح أنه “يجب أن تعي أسر وأهالي هؤلاء المعوقين دورها الحقيقي في التعامل معهم”. وأوضح أن “الأسر الآن أصبحت معوقة، وليس الابن المعوق فقط؛ فهي تعاني جميعها كيفية التعامل الصحيح مع أبنائهم المعوقين؛ ما يولد إحباطات نفسية لها، وكذلك ينعكس الأمر على الأبناء، الذين يصبح أمر دمجهم في المجتمع صعبا بهذه الطريقة”. واقترح الغامدي على اللجنة التي شكلها أمير المنطقة الشرقية إنشاء مؤسسة خدمية خاصة تعمل في مجال التجارة والمقاولات، وتقدم الدعم المالي المستديم، وهو ما يسمى بالدعم الذاتي للمعوقين وأسرهم؛ لكي لا يكون لهم عذر في عدم تأهيلهم. وأضاف: “تدعم المؤسسة وتؤهل من يمكن تأهيله منهم للعمل، سواء في المؤسسة أو فيما تنشئه من مجمعات تجارية أو في مجالات أخرى”. معهد الأمل أما عطوان الشمري (والد لشابين معوقين) فقال: “لدينا كثير من المطالب تجاه اللجنة، منها أن تهتم بالمعوقين، وتقدم لهم كل رعاية واهتمام”. وأضاف: “للأسف نحن نعاني في الجبيل كيفية تعليم المعوقين بشكل صحيح”. وطالب بتوفير فرع لمعهد الأمل، أسوة بالمدن المجاورة للجبيل، التي وصل تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لديها إلى مراحل متقدمة. كما طالب بتوفير وسائل مواصلات سهلة ومضمونة لتوصيل الأبناء المعوقين إلى مدارسهم. وتساءل الشمري: “لماذا لا تصرف مكافآت ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل شهري بدلا من صرفها بشكل سنوي؟”. وأضاف: “نرجو من المسؤولين أن يوفروا لذوي الاحتياجات الخاصة الوظائف المناسبة لهم، وأن يساعدوهم في الحصول عليها”. الوعي والمساندة وذكر حسن المالكي: “هذه الفئة الغالية علينا يجب أن تلقى من الجميع كل عناية واهتمام ورعاية”. وأشار إلى أن “أمر تكوين لجنة من قبل أمير المنطقة الشرقية خير دليل على أن هذه الفئات الغالية تلقى كل اهتمام وعناية من قبل المسؤولين الذين يسعون لخدمة جميع المواطنين، خاصة هؤلاء المعوقين والأيتام”. وتمنى أن يعي كل فرد من المجتمع مدى حاجة هؤلاء المعوقين والأيتام إلى جهودنا المعنوية والمادية؛ للوقوف جنبا إلى جنب معهم.