لم يتأخر حبحب وادي الدواسر عن موعده السنوي هذا العام، بل سرعان ما انتشرت السيارات المحملة بالثمرة الخضراء اللذيذة، في طرقات الرياض وشوارعها الحية، فضلا عن اكتساحها لحلقات الخضار ومراكز البيع للمستهلكين. وتعرف بساتين ومزارع وادي الدواسر بأنها الأخصب والأوفر إنتاجا، والأسرع أيضا في طرح ثمار المواسم؛ نظرا لطبيعة أجوائها الأكثر حرارة من بقية المناطق كافة. وهذا الطرح المبكّر للثمار جعل من مزارع الوادي مصدرا للكسب الزراعي التجاري الوفير؛ فعندما يبدؤون بتسويق منتجاتهم تكون قيمة العرض (صفرا) في الغالب؛ كون الحبحب ثمرة موسمية صيفية كما هو معلوم، وعلى هذا الأساس تفتتح مزارع الوادي بيع الحبحب في الوقت الذي يكون فيه الطلب عليه على أشده مع بدء موسم الصيف؛ فيستفرد الواديون بالسوق المحلية شمالا وشرقا وغربا وجنوبا طوال شهرين على الأقل، ومن ثم تبدأ منتجات المدن الأخرى من الحبحب بالنزول إلى السوق، ولكن الأوان سيكون قد فات على الأرباح الخيالية. ويقدّر الإنتاج اليومي من الحبحب في وادي الدواسر بثلاثة آلاف هكتار (الهكتار ينتج نحو 15 ألف ثمرة ويكلف نحو 15 ألف ريال)، وتنقل الشحنات يوميا عبر 300 سيارة نقل تنهب الطرقات نحو الرياض كسوق رئيسية والدمام وحائل ومدن الشمال وكذا المدينة ومكة ونجران. ويقول أهل وادي الدواسر إن حبحبهم ليس لذيذا لأنه يشكل الدفعة الأولى في السوق كل موسم، ولكنه لذيذ وسيكون مطلوبا لدى المستهلكين حتى لو كان إنتاج الوادي هو الأخير، مشيرين في ذلك إلى اهتمامهم البالغ بمزارعهم ومحاصيلهم وعلى رأسها الحبحب. وبحسب باعة حبحب من الوادي فإن معدل مقدار الربح للشحنة الواحدة يقارب ال60 في المئة طوال شهرين، وفي الأيام الأولى من الموسم (كالتي نعيشها الآن) يصل الربح حتى 100 في المئة، حيث تباع الشحنة من المزرعة بمبلغ يقارب ثلاثة آلاف ريال (تتكون الشحنة تقريبا من 500 ثمرة) ثم تباع لوسيط بنحو 4500 ريال، ليبيعها هذا الأخير بشكل مفرد، وبواقع عشرة إلى 15 ريالا للثمرة الواحدة، فيصبح مدخوله الإجمالي 7500 ريال تقريبا، يربح منها بشكل صافي نحو 2500 ريال، وهذا عن الشحنة الواحدة. يذكر أن ثمرة الحبحب يشكل فيها الماء نحو 90 في المئة من مكوناتها، إضافة إلى البروتينات والفيتامينات المتعددة، ويقدّر الإنتاج العالمي منه، بحسب (ويكيبيديا)، بنحو 27 مليون طن سنويا، والصين هي المنتج الأكبر بنسبة 71 في المئة من الإنتاج العالمي بحسب منظمة الأغذية والزراعة.