أكدت وداد المنيع (اختصاصية اجتماعية) أن هناك موروثات ثقافية واجتماعية تحتاج إلى وقت طويل لتغييرها. وأوضحت أن المطلوب من الفتاة أن تفكر بطريقة مغايرة، كما على الأهل والمجتمع التمتع بدرجة أعلى من الوعي للحد من ظاهرة العنوسة وإحجام الشباب عن الزواج. وقالت إن مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج أصبحت ترتبط بما يسمى العرف والتقاليد الاجتماعية، وهي لا تتماشى مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمعظم شباب اليوم. وأشارت المنيع إلى أن أسباب المغالاة تعود إلى حب المظاهر والرفاهية، وتغليب الطابع المادي بشكل أساسي على أنه هو ما يحقق السعادة. وأضافت أنه جرى تجاهل الأخلاق والقيم الاجتماعية التي أصبحت في نظر كثيرين “موضة قديمة لا يجوز الحديث عنها”. وقالت إن عزوف الشباب عن الزواج، وتنامي ظاهرة العنوسة لدى الفتيات، يرجعان في بعض أسبابهما إلى رغبة الفتاة في إتمام دراستها العليا، واتجاهها للعمل بغرض تحقيق الاستقلال المادي”. وأوضحت المنيع أن العنوسة لها آثارها النفسية على الفتاة؛ “فكل امرأة لديها احتياجات فطرية واجتماعية ونفسية”. ودعت إلى حملات توعية للناس، بعدم المغالاة في المهور، وترشيد الاستهلاك في حفلات الزواج، واقتصار الإنفاق على الأشياء الضرورية اللازمة لإقامة بيت الزوجية. كما دعت إلى تفعيل دور مراكز الاستشارات العائلية والتنمية الاجتماعية والمراكز الثقافية ووسائل الإعلام. وطالبت بالأخذ بالتوصيات الموجودة بدراسات تأخر سن الزواج وانتشار العنوسة، التي تضعنا أمام المؤشرات الحقيقية لمعالجة المشكلة.