تكمن مشكلة الخجل في ميل الشخص الخجول إلى تجنب التفاعل الاجتماعي والمشاركة في المواقف الاجتماعية لصفة غير مقبولة، ويصحب ذلك سلوكيات معينة مثل الضيق والشعور بالقلق أو اللجوء إلى الصمت أو الانسحاب من المواقف الاجتماعية مع احمرار الوجه والتلعثم وصعوبة التعبير عن الذات عند مواجهة الآخرين. والطلاب الخجولون يميلون إلى الصمت، أو التحدث بصوت خافت أو تجنب الالتقاء البصري في مواقف الاتصال الاجتماعي، ولا يحسنون التعبير عن أفكارهم أو حقوقهم؛ لذلك فهم أقل مشاركة في الأنشطة الصفية أو اللاصفية، وهذه المشكلة منتشرة بين صفوف الطلاب، خصوصا في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ويرجع الخجل إلى جملة من الأسباب، أهمها أساليب التنشئة الاجتماعية القائمة على الحماية الزائدة التي تحرم الطفل من الثقة بنفسه في مواجهة المواقف المختلفة، وتنمي لديه الاعتمادية وعدم الثقة بنفسه في القدرة على التفاعل مع ما يدور حوله والمشاركة في المواقف الاجتماعية، إضافة إلى تعرض الأطفال لمواقف النقد والسخرية والإغاظة من الآباء أو الأصدقاء؛ ما ينمي لديهم الخوف والخجل. وقد يكون الخجل سلوكا مكتسبا من الوالدين أو أحدهما إذا كان يتصف بهذه الصفة، أو حينما يكون أحد الوالدين مصابا بإعاقة؛ ما يجعل بعض الطلاب أكثر حساسية ويتجنبون الآخرين حتى لا يكونوا عرضة للسخرية منهم. وربما يتعزز الشعور بالخجل من خلال المدرسين والآباء أحيانا حينما يعتبرون هذا السلوك من الالتزام بالأدب، وبأن الطالب مشاغب في المدرسة. وهناك عدة أساليب لمعالجة الخجل منها التدريب على السلوك التوكيدي وتنمية الثقة بالنفس، حيث يتعلم الطالب كيفية مواجهة المواقف دونما قلق أو خجل، ولتحقيق ذلك يمنح الطالب مكافآت مالية أو عينية نتيجة نجاحه في أي اتصال اجتماعي ناجح. ومن الأساليب الناجعة لمعالجة الخجل التحصين التدريجي ضده، وذلك بتعريض الخجولين بصورة متدرجة لمواقف حتى يتمكنوا من الابتعاد عن القلق الناتج من المواقف الاجتماعية المثيرة للخجل وأسلوب اللعب، وذلك عن طريق إشراك الطالب في مجموعات اللعب مع تقديم العون له من قبل بعض الأشخاص المقربين له في مواجهة اللعب والتحدث الإيجابي مع الذات، وكذلك عرض أفلام تمثل مواقف يرى الطلاب خلالها أطفالا يتصرفون بجرأة أمام الآخرين ولعب الأدوار، وقد يقوم المعالج في البداية بأداء الأدوار المطلوبة ويطلب من الفرد التعبير عن آرائه وانفعالاته بشكل طبيعي.