لقيت طفلة عمرها 20 شهرا مصرعها على يد والدتها (25 سنة) التي توهمت أن رضيعتها تلبسها الجن، وأرادت أن تطردهم من جسدها، بحسب قولها، فضربت الرضيعة ضربا مبرحا وأحرقت أجزاء من جلدها في سبيل خروج الجن. وقد تردت حالة الطفلة بشكل كبير جدا قبل أيام فنقلت الطفلة إلى مستشفى بالخبر، لم تلبث فيه الطفلة إلا فترة وجيزة قبل أن تموت. وأبلغ المستشفى الشرطة بالحادثة، وقال العميد يوسف القحطاني الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية إن والدي الطفلة قيد التحقيق الآن فيما عرضت جثة الرضيعة على الطبيب الشرعي لتحديد السبب الدقيق لوفاتها. وأضاف: “المعلومات الأولية تشير إلى أن والدة الطفلة قامت بهذا الفعل الشنيع اعتقادا منها بتلبس الجن لابنتها”. من جهته قال فهد الجميل (معالج بالرقية) إن أسلوب “الضرب والحرق بالكهرباء ليس له أساس من الصحة في طرد الجن”، وأضاف: “الإمام أحمد ضرب سيدة تلبّس بها الجن بنعله فقط”. وقال إن خطأ الأم يقتصر على عدم تأكدها من كون طفلتها ملبوسة بالجن أم لا، مشيرا إلى أنه كان يفترض بها التأكد قبل أن تمارس هذا العلاج الوحشي. وذكر أن علاج هذه الحالات يتم عبر القرآن “أما الإضرار بالنفس والجسد فليست من العلاج في شيء”. إلى ذلك، قال المحامي سعود آل طالب إن “الأم لا تقتل إذا ثبت أنها قتلت ابنتها، والحديث يقول (لا يقتل الوالد بولده) وهذا في الحق الخاص، أما في الحق العام فإن القضاء يعيد تلك القضايا إلى ولي الأمر الذي من حقه إيقاع حد الحرابة على الأم تعزيرا وليس حدا، حيث إن ولي الأمر مسؤول عن رعاية المواطنين ومن واجبه الحفاظ على سلامتهم”، وأضاف آل طالب: “مثل هذه الحادثة وقعت سابقا لأب قتل ابنه فأقيم عليه حد الحرابة”. لكنه أكد أن ذلك يحتاج إلى وضوح تام في ملابسات القضية، فإن كانت الأم فاقدة للأهلية أو مريضة، فإن لذلك وضعا آخر. إذ إنها في هذه الحال تصبح ضحية لا مجرمة.