تعتبر الإذاعة المدرسية أحد أهم الأنشطة الصباحية اليومية في المدارس، وأكثرها إثارة ومتعة وتشويقا للطلاب وللمعلمين، إلا أن رتابة تقديمها وضعف إمكانيات بعض المدارس، وتكاسل معلميها، أصاب الطلاب بالملل من هذا الروتين اليومي، الذي لم يعد قادرا على جذب انتباه الطلاب والمعلمين لمدة عشر دقائق صباحية كل يوم؛ الأمر الذي دفع البعض إلى المطالبة بإلغائها، لتسببها في تسريب الملل والفتور إلى نفوس الطلاب مع بداية اليوم الدراسي؛ ما ينعكس سلبا على تحصيلهم بقية اليوم. روتين..! يؤكد محمد سالم (معلم ثانوي): “الإذاعة المدرسية أصبحت روتينا يوميا في أغلب المدارس، وعندما أقول (روتينا يوميا) أي أنها أصبحت تغطي الوقت الفاصل ما بين التمارين الصباحية في الطابور الصباحي وبداية الحصة الأولى”. ويقول: “لم يطرأ على الإذاعة المدرسية أي تجديد، وفقراتها أصبحت معروفة لجميع الطلاب والمعلمين، وهناك نسبة كبيرة من الطلاب لا تهتم بما يقدم في الإذاعة المدرسية أثناء الطابور”. ويحدد سالم المشكلة في أن “وقتها لا يتعدى أحيانا خمس دقائق، أو حتى أقل”. ويضيف: “كم كنت أتمنى أن يكون هناك تطوير وتجديد لما يعرض فيها من فقرات تلفت انتباه الطلاب إليها، وأتمنى تطوير برامجها بحيث نوجد برامج علمية نافعة، كما أتمنى أن يشارك جميع من في المدرسة في الإذاعة المدرسية بدءا من مدير المدرسة ومرورا بالمعلمين والطلاب. 30 سنة مللا! ويتحدث عبدالعزيز الخزمري (مشرف إذاعة مدرسية بإحدى المدارس) ويقول: “الروتين اليومي الممل الذي يواكب المنبر الإذاعي منذ أكثر من 30 عاما، جعل من الإذاعة المدرسية أمرا غير مرغوب فيه، من قبل بعض التلاميذ؛ ما حدا بهم إلى التكاسل عنها، والعزوف عن المشاركة في فقراتها، ومن ثم لم تقدم الإذاعة أي جديد للطالب ولا حتى المعلم”. ويضيف أن “سوء التجهيزات المنبرية والإذاعية في بعض المدارس، يسهم في إغفال دور الإذاعة المدرسية والتذمر منها؛ ما يستدعي مطالبة بعض الطلاب والمعلمين بإلغائها”. بدايتي من هنا ويرى خالد النفناف (المذيع في القناة الرياضية السعودية) أن “الإذاعة المدرسية من أهم الأنشطة التعليمية التي يجب أن تواكب التطور الذي نعيشه، لتعود بالفائدة على الطلاب، من خلال اكتشاف مواهبهم المستقبلية كالإلقاء المرتجل والفصاحة والتمثيل وغيرها”. ويضيف: “انطلاقة أغلب كبار المذيعين كانت من خلال منبر الإذاعة المدرسية”. وعن علاقته بالإذاعة المدرسية يذكر خالد: “علاقتي بالإذاعة المدرسية سابقا كانت علاقة قوية ووطيدة، وقد كنت ضمن طاقمها اليومي مشاركا في جميع برامجها التقديمية.. وقتها اكتشفت موهبتي من خلال إلقائي ومشاركاتي العديدة في برامجها”. ويوضح: “بالتالي فإنه ينبغي على الجميع، طلابا ومعلمين وإدارة، الاهتمام بها، وتطويرها من خلال تحديث برامجها وفقراتها وتنويعها، لتجذب انتباه الطلاب وتشدهم، وتكتشف مواهبهم، وتصقلها بالطرق الصحيحة”.