أكد الدكتور سلمان العودة أن كل مشاريع الوحدة بين الناس تبخَّرَتْ وانتهت نهاية بائسة وسيئة، مشيرا إلى أن الناس أصبحوا الآن أمام حلم وحدة قد يكون جميلا في بادئ الأمر لكنه لا يَتَّصِلُ بالواقع لأنه لم يكن في الأصل مَبْنِيّا على جذور عميقة وصحيحةٍ، وأكد العودة الذي كان يتحدث في محاضرة ألقاها الأسبوع الماضي أمام طلاب جامعة الملك سعود أن من حكمة الله سبحانه وتعالى وجودَ الاختلاف بين الناس ضاربا المثل بمجتمع المدينةالمنورة، وقال: "في مجتمع المدينة النبوية كان هناك اختلاف دينِيّ يصل إلى حد الاختلاف التام فيوجد المسلمون ويوجد اليهود ويوجد الوثنيون وكان هناك أيضا اختلاف عِرْقِيّ بين العرب وبين اليهود، كما كان هناك اختلاف في الأنساب بين الأوس والخزرج ثم المهاجرين الذين هم من قريش غالبا والأنصار"، وانتقل للحديث عن الاختلاف في الجنس بين الرجل والمرأة داعيا الجميع إلى التأمل في حكمة الله تعالى في خلق المرأة، لافتا إلا أن هذه الحكمة هي غاية الإتقان ولو خلا الكون من "المرأة" لأصبح "ورشة" فارغة وكما جعل الله الليل والنهار جعل الذكر والأنثى.. (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى). ونبه العودة إلى أن الرجل والمرأة من جنس واحد ولا فرق بينهما تبعا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}، مشيرا إلى أن الوفاء لا بد أن يكون لهذه النفس الواحدة التي خلقنا منها مبدعنا الحكيم ومولانا العظيم، وهذا الوفاء يقتضي ألا نَتَحارَبَ فيما بيننا على ما جَبَلَهُ الله تعالى فينا وعلى هذه الطبائع وعلى هذه التكوينات وعلى هذا الاختلاف الذي هو سِرٌّ من أسرار الجمال والكمال والإبداع، وأضاف: "المرأة جزءٌ مُكَمِّلٌ للرجل والرجل أيضا جُزْءٌ مُكَمِّلٌ للمرأة وكُلُّ واحدٍ منهما يُكَمِّلُ الآخر"، واستطرد: "الاختلاف في اللغة بين الرجل والمرأة إنما يأتي في طبيعة العبارة التي تقولها المرأة وكذلك الاختلاف في العاطفة والاختلاف في طريقة التفكير حتى الجسم فيه تفاوت وقد ثبت عِلْمِيّا أنَّ مُخَّ الرجل ومخ المرأة مختلفان حتى بعض الأعضاء في جوف المرأة ليستْ متطابقة مع الرجل وهذا لا يعني أن المرأة مثلا أذكى من الرجل أو أن الرجل أذكى من المرأة ولكنّ الصحيح والأفضل أن يقال "إن هناك أنماطا من التفوق يتميز بها الرجل، وأنماطا أخرى تتميز بها المرأة".