من أهم الأسباب التي أعتقد أنها كانت سببا رئيسا في تراجع الأندية السعودية في المحافل الخارجية في السنوات الماضية هي الصراعات الداخلية ما بين الأندية. فهذا الصراع الذي كان حاضرا بقوة في المواسم الماضية جعل التركيز ينصب أكثر على البطولات المحلية، وهذا خطأ جسيم وقعت به الأندية السعودية ودفعت ثمنه غاليا. فقد أصبحت أسهمها الخارجية في نزول متواصل بعد أن كانت دوما في أعلى المؤشر. هذه السنة، ومع بدء منافسات دوري المحترفين الآسيوي كان الجميع يتخوف من قدرة الأندية السعودية على المنافسة الآسيوية، وكان السؤال المطروح هو ماذا ستفعل الأندية في ظل هذا الانشغال على الساحة الداخلية، الذي ساهم كثيرا في انغماسها أكثر في أجواء الكرة المحلية، وانزوائها أو لنقل تقليص جهودها على الساحة الخارجية. ولكن فيما يبدو أن الكثير من الأندية فهمت هذه الإشكالية، وبدأت تعيد ترتيب أوراقها من أجل موازنة المعادلة ليصبح التركيز الخارجي موازيا إن لم يكن يميل للبطولات الخارجية التي تعد الميدان الحقيقي لدخول التاريخ وتسجيل بصمة في عالم رياضة كرة القدم. الأندية السعودية الأربعة – الهلال والاتحاد والشباب والاتفاق- بدأت بداية رائعة في البطولة، وإن كان الهلال أقلهم حظاً، ولكن هذا لا يعني أنه لن يستطيع المنافسة، فالظروف التي تمر به حاليا بسبب تغيير المدرب لن تستمر طويلا، بل هي ظروف وقتية ستزول بمجرد أن يستقر الفرق من جديد بعد حضور مدربه الجديد. هذه البداية القوية أعتقد أنها ستستمر؛ لأن الإصرار والعزيمة واضحة في ملامح الأندية على العودة للتواجد الخارجي من خلال بوابة آسيا، فالإمكانيات كبيرة والمواهب متوافرة، وبقي احترام الخصم من أجل تحقيق النصر. وإن استمرت الأندية السعودية على نفس النسق- كما أعتقد- فربما تُحسم البطولة للسعودية باكرا، كما حدث في برنامج شاعر المليون الذي أصبحَ (بيرقه) سعوديا بعد تأهل خمسة شعراء سعوديين للمرحلة الأخيرة التي ستختتم الأسبوع المقبل، بعد أن كان الفشل صديقا لشعراء المملكة طوال العامين الماضيين.