ويذكر عبدالتواب عبدالله حسين (عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة): "المس في اللغة: اللمس باليد، كما يعني الاحتواء، ويقال: مسَّه الشيطان؛ أي جَنه وألمّ به، وفي ذلك يقول الله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطن من المس)، وورد المس في القرآن الكريم 60 مرة بمعان متفرقة، منها ما صرح بالمس الشيطاني كهذه الآية من سورة البقرة، والآية من سورة ص، قوله تعالى: (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، والآية التي بالأعراف، قوله تعالى: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)، وهذه الآيات إنما تؤكد حدوث المس من الشيطان؛ لتوافر إرادة الشر عنده، إما بإيحاء الشر للإنسان، أو بإلحاق الضرر به، أو يغيب عقله، ووعيه، ويحتويه فلا يقوم إلا وهو يتخبط من شدة المس الشيطاني له. ولا سبيل إلى إنكار المس الشيطاني، كما قال بذلك بعض الأطباء المتأخرين أدعياء العلم الأجوف؛ لأن الدليل قائم عليه بالكتاب والسنة والإجماع".