تحاول عدة جهات حكومية صحية بمكة المكرمة تهدئة أهالي حي ريع بخش بجبل الخندمة لثنيهم عن مواصلة تقديم شكوى بحقهم لإمارة المنطقة، المتضمنة سوء الخدمات المقدَّمة للحي إلى جانب ضعف التواجد الصحي الرقابي داخل الحي وعلى أطرافه الخارجية؛ ما تسبب في انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة انتشار البعوض وحشرات أخرى غير معلومة أدت حتى الآن إلى إصابة ثلاثة أشخاص من أبناء الحي بحمى الضنك، ونتج عنها وفاة أحدهم منذ نحو خمسة أيام، بينما الاثنان الآخران وهما زوجان طاعنان في السن، لا يزالان يعانيان المرض. وقال عدد من سكان الحي ل"شمس"، إنهم يعانون تردي الخدمات منذ أمد ليس بقصير، وإنهم سبق أن تقدموا بخطابات تحذيرية عن الأوضاع البيئية السيئة لحيهم للجهات ذات العلاقة، إلا أن خطاباتهم لم تؤخذ بعين الاعتبار. وقد تجدد غضبهم مع وفاة أحد أبناء الحي بالضنك، منذ خمسة أيام، وهو المواطن هاشم أحمد علي قاسم. وأشار السكان إلى أن فيروس الحمى ينتشر في حيهم بحرية؛ لعدم وجود مقاومة ضده، مؤكدين أن الإصابات ستتوالى بهذا المرض ما لم يتم تدارك الأمر فورا، مشيرين في هذا الصدد إلى إصابة المواطن علي كدبش وزوجته، وهما مسنان. وقال السكان إنه بسبب جغرافية حيهم فإنه يعتبر مكانا مفضلا لمخالفي نظام الإقامة، الذين بسبب وجودهم غير الشرعي لا يخضعون للفحوصات الطبية، وكثير منهم يأتون تهريبا وهم مصابون بأمراض مستعصية وينشرونها في الأحياء التي يستقرون بها. وكشف أهالي حي خندمة عن وجود عدة منازل شيدتها جاليات مخالفة، وهي تعيش بينهم دون أية رقابة صحية، وحمّل الأهالي الجهات المختصة (الصحة - الجوازات - الشرطة) مسؤولية الأضرار التي أصابت الحي وساكنيه؛ إذ يؤكدون أن هذه الجهات تمر مجرد مرور في الحي ثم تغادره وكأنها لم ترَ شيئا مما يدور، رغم امتلاء الحي بالمخالفات، ومنها على سبيل المثال تمديدات صرف صحي غير رسمية تسبب فيضان مياه الصرف في الشوارع والأزقة داخل الحي، كما أن هناك سكانا من رعاة الإبل اتخذوا من الحي (فيضة) واسعة لتربية قطعان الإبل التي تدور في الحي وتتغذى أحيانا على القاذورات والحشائش الملوثة؛ ما يسبب بدوره انتشارا للأمراض عبر دورة أخرى.