منظر يتجدد كل عام عند حلول فصل الصيف، وهو أمر يلاحظه كل متتبع لهذه الظاهرة كلما سنحت له الفرصة وزار هذه الأماكن، لأن الذي نراه يبعث في النفس الأسى ويجعل الإنسان يراجع أمورا عدة تدور في خلجاته أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات شافية ممن يقومون بمثل هذه السلوكيات الخاطئة. والمنظر بشكل عام هو السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها بعض الناس عند زيارتهم للمتنزهات والملاهي والملاعب العامة، وهنا لدي سؤال مهم أحب أن أوجهه إلى هؤلاء، هل ترضى بأن يعبث أحد ما بأشجار حديقة منزلك أو يكسر من سور الفيلا ولو لمبة إضاءة واحدة؟ وهل عندما تذهب أنت وأولادك إلى خارج السعودية وتقوم بزيارة حديقة أو متنزه عام أو أي مرفق حكومي يفعل أولادك ما يفعلونه هنا بحدائقنا ومتنزهاتنا العامة؟ ولماذا نظهر في خارج السعودية بمظهر غير الذي نكون عليه عندما نتواجد في مدننا وقرانا؟ وهل أنت واثق بأن المتنزهات التي تراها وتزورها في هذا الصيف هي نفس التي رأيتها العام الماضي، من شجر وزهر وأوراق وغصون، ومن طير وحيوان؟ وهل ترى أنه لم تحدث بها تغييرات إيجابية تستحق أن نمنحها بعض الاهتمام، ونعود أبناءنا وأنفسنا قبلهم بأن نتعامل معها التعامل الصحيح؟ ومن منا لا يدرك أن النظافة من الإيمان، وأن الواجب الديني والأخلاقي يملي علينا أن ننظف المكان الذي نجلس فيه، أو تعودنا على الجلوس فيه مرات عدة؟ أضف إلى ذلك الواجب الوطني الذي يحتم علينا العناية بالمرافق العامة التي هي ملك للجميع. وأتمنى أن نرى ما ذكر سابقا واقعا ملموسا نراه ونطبقه في أنفسنا أولا قبل أن نطلب من الآخرين تطبيقه.