من يوقف ثورة هذا المد، وجنون هذا الأب؟ من يبطل مفعول هذا العقل المسعور، ويكبح نزوة هذا الفكر الذي ضل وﺃضل وﺃضاع الآخرين في ضلاله؟ ﺃيها الأب الذي استنزف عمر ابنته قهرا وسجنها تحت سقف جبروته وقسوته.. إلى متى ستظل تقفل الباب في وجه خاطبيها، وتحرمها من حق ممارسة الحياة التي منحها اﷲ إياها؟ إلى متى ستظل تحبسها في قبو فكرك المظلم؟ وتعذبها وتقهرها وتسلبها شبابها وحقوقها في الحياة؟ جشع المال استولى على فكرك وقلبك وحياتك، وجعلك تنتظر غائبا يشبع رغبتك ونهمك من المال، لترمي له بتلك الابنة المسكينة المغلوبة على ﺃمرها حتى لو كان قد بلغ من العمر عتيا، يكفيك ﺃنه يملأ يدك بالمال، لم تراع حقوق وشعور تلك الابنة، ولا دموعها التي تذرفها. ﺃيها الأب السادي المسعور اتق، اﷲ ولا تقهر هذه الابنة المسكينة، وﺃعلم ﺃنك ستسأل عنها يوم القيامة وﺃنك لن تنجو من ظلمك لهذه الابنة التي وَﺃَدت طفولتها قبل الأوان. ﺃيها الأب هناك شاب وقف عند باب بيتك، من حسﺐ ونسﺐ وله دين وخلق وسمعته في الناس طيبة، من ذوي الدخل المحدود، جاء طالبا يد ابنتك على سنة اﷲ ورسوله سألتك باﷲ لا ترده، لا تقفل بابك في وجهه، لا تكسر رغبته، وتحطم ﺃمله، إن ابنتك مع هذا الإنسان لهي ﺃسعد مخلوقة في الوجود، لا مع ذلك الذي يغريك بالمال، ويحطم طفولة وسعادة ابنتك إلى الأبد، ﺃيها الأب ستنال رضا اﷲ بسبﺐ إكرام هذه الابنة ﺃو ستتعرض لعقابه بسبﺐ ظلمها؛ لأنك لو ظلمتها فلن تسامحك ﺃبدا، وعلى ذلك سينزل اﷲ عليك عقابه.