ﺃكد الشيخ عبداﷲ بن جبرين عضو الإفتاء سابقا ﺃن من علامة قبول الحج المداومة على الأعمال الصالحة وﺃن يرجع الحاج ﺃحسن مما كان عليه من قبل، وذلك من آثار هذه العبادة، والأعمال الصالحة التي عملها الحاج، فالطواف بالبيت عمل صالح، والسعي بالصفا والمروة ورمي الجمار، وذكر اﷲ تعالى، والجلوس في المشاعر، والمبيت بمنى وفي المزدلفة والوقوف بعرفة والتلبية والتكبير والأذكار والدعوات، وهذا كله ﺃعمال صالحة، وتساءل ابن جبرين: "هل يحﺐ الحاج ﺃن يخسرها ﺃو ﺃن ترد عليه ويضرب بها وجهه، ويقال له: خبت وخسرت وتبوﺃت منزلة من النار؟ لأنك لم تخلص فيها، ﺃو ﺃنك ما جعلتها ﷲ سبحانه وتعالى؟ ﺃم يحﺐ ﺃن يقبلها اﷲ منه، وﺃن يثيبه عليها، وﺃن يجزيه عليها جزاء ﺃوفى، جزاء الحسنى وإذا كان كذلك فهو من المقبولين".كما ﺃوضح فضيلته ﺃن من علامة القبول ﺃن يرجع ﺃحسن مما كان عليه، فإذا كان الحاج مثلا مفرطا في الصلوات، ﺃو يتأخر عن صلاة الجماعة فإنه بعد رجوعه يجﺐ ﺃن يتغير ويتأثر، معتبرا ﺃن من تأثر بالحج فإنه يسابق غيره إلى المساجد، وتجده يحرص على مسابقة ا لمسلمين إ لى ا لصفو ف الأولى، وتجده يحافظ على الصلوات في بيوت اﷲ تعالى، ويتقرب إلى اﷲ بالنوافل، يتقرب إلى اﷲ - سبحانه وتعالى - بالتطوعات، ويصلي قبل الفرائض ويصلي بعدها، ويصلي في الليل، ويصلي في الضحى، ويحﺐ هذه الصلاة. وعد ابن جبرين كثرة ذكر اﷲ تعالى من علامة قبول الحج لأن الحاج كان يذكر، اﷲ ويتلو كتابه، ويدعوه ويتنفل بنوافل العبادات، ويتقرب إلى اﷲ تعالى بالصدقات، كما حث على ﺃن يتقرب الحاج إلى اﷲ - سبحانه وتعالى - بكثرة الأعمال الخيرية، لأن هذا كله من علامات القبول. كذلك اعتبر من علامات القبول ﺃن يقلع عن السيئات، ويبتعد عن المحرمات التي كان يفعلها من قبل؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، ولا يجتمع في قلﺐ المسلم محبة الطاعة وفعل المعصية؛ فالذي يحﺐ اﷲ تعالى يكره معصيته، والذي يحﺐ ربه يبغض ﺃعداءه وهم الشياطين، ودعاة الشياطين الدعاة إلى المعاصي، وختم حديثه بضرورة ﺃن يكون الإنسان مدواما على الطاعة و محا فظا عليها حتى ينا ل الأجر العظيم من اﷲ عز وجل وﺃن يكثر من الأعمال الصالحة، راجيا من اﷲ تعالى ﺃن يتقبل من الحجيج حجهم وعملهم وﺃلا يضيع ﺃجورهم سبحانه.