برزت المعاناة التي عاشها لاعبو فريق التهامي الأول لكرة القدم مع ﺃسرهم وذويهم عقﺐ الحادث الذي تعرضت له حافلة الفريق في (عقبة ضلع) فجر الجمعة الماضي، وراح ضحيته اثنين من اللاعبين إلى جانﺐ إصابة الآخرين بإصابات تتفا و ت بين ا لخطير ة والخفيفة، مساء ﺃمس في ﺃعمق صورها وذلك عند ما تحو لت ا لغر فة رقم () 4 في قسم المخ والأعصاب في الدور ا لثا لث من مستشفى عسير المركزي إلى ساحة امتلأت بالبكاء والحزن والأسى من قبل ﺃهالي وذوي اللاعبين المصابين، خاصة بعد ﺃن انضم فيصل جابر (قائد الفريق) الذي يعاني إصابات متعددة وارتجاجا في المخ، إلى زميله هاني ﺃحمد الجهني المصاب بشلل نصفي، لير قد ا في غرفة واحدة على سريرين متجاورين حيث يبرز صوت الألم ويطغى على ممرات وساحات قسم المخ والأعصاب التي امتلأت بالزوار ﺃمس من ﺃهالي وﺃقارب المصابين القادمين من جازان؛ لتتكدس مشاعر الحزن في مكان واحد وتختلط الدموع بأصوات المناشدة والنداءات. "شمس" كانت موجودة في ذلك المكان، وحاولت ﺃن تلتقط تلك الأصوات لنقلها إلى الرﺃي العام والمسؤولين وصانعي القرار من القيادات الرياضية، حيث وجه ﺃولا شقيق ا للا عﺐ ها ني الجهني المصاب بشلل نصفي، نداء حارا سبقته الدموع للرئيس العام لرعاية الشباب بضرورة ا لتد خل ا لسر يع و نقل ﺃخيه إلى مستشفيات ﺃفضل، متهما إدارة نادي ا لتها مي با للا مبا لا ة، وقال: "ﺃناشد الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بالتدخل لأننا لم نشاهد ﺃحدا يقف معنا سوى مكاتﺐ رعاية الشباب في ﺃبها ﺃو جازان، وهذا يعتبر مخا لفة صر يحة لأوامر الرئيس العام بضرورة متابعة الحالات عمليا "، وتابع الجهني حديثه قائلا": إدارة نادي ا لتها مي غير مهتمة على الإطلاق بما يحدث لنا، فحالة ﺃخي صعبة جدا وتحتاج إلى إخلاء طبي". وكشف الجهني ﺃنه موجود منذ الصباح الباكر في مستشفى السعودي الألماني من ﺃجل النظر في نقل ﺃخيه إلى هناك؛ حتى تتم معالجته وفق ﺃحدث الأجهزة المساعدة لكي يتخطى حا لته الصعبة، وقال: "ﺃنا مستعد لعلاج ﺃخي على حسابي وسأقوم باقتراض ا لمبلغ لو تحتم علي ذلك لكني على ﺃمل ﺃن يتم الإخلاء الطبي لأحد المستشفيات المتقدمة"، وتابع: "سأقدم شكوى للرئيس العام ضد مكاتﺐ رعاية الشباب في ﺃبها وفي جازان وضد رئيس نادي التهامي الذين لا يلقون بالا لما نحن فيه ولم ينفذوا ﺃي ﺃمر بحقنا مما قرﺃناه في الإعلام بحق المنكوبين من حادث التهامي الأليم". وفي زاوية ﺃخرى من المستشفى حضرت المعاناة بشكل آخر ومؤثر تفاعل معه جميع الموجودين، وذلك عند ما حضر ت سيا ر ة ﺃجرة للمستشفى وقامت بإحضار الطفل (تركي 14 سنة) نجل إداري الفريق علي جبران الذي لا يزال منوما في العناية المركزة ويعاني إصابات في الرﺃس ويعيش في غيبوبة تامة، وجاء الابن (تركي) قادما من جازان إ لى ﺃ بها على نفقته الخاصة مستقلا سيارة ﺃجرة رغم صغر سنه، بعد ﺃن قرﺃ ما حدث لوالده في وسائل الإعلام، "شمس" التقت (تركي) بعد فراغه من زيارة والده، لكن الدموع غلبته، والعبرات خنقته، وبدا متأثرا بشكل رهيﺐ، واكتفى بالقول: "ﺃناشد الرئيس العام بالتدخل السريع لإنقاذ حياة والدي بعد ﺃن تم تجاهله من المسؤولين في جازان وعسير". في الوقت الذي ا ستغر ب فيه إ بر ا هيم بكري عضو مجلس إدارة نادي التهامي التجاهل الكبير الذي واصله رئيس النادي، حيث لم يكلف نفسه بزيارة اللاعبين الذين يرقدون في مستشفيا ت عسير ﺃو جازان، وقال: "محمد مظفر لا يزال محولا جواله على خدمة موجود، وﺃنا ﺃتساءل من هو المستفيد من تعطيل تو جيها ت الرئيس العام الذي وجه بنقل اللاعبين المصابين بطائرة الإخلاء الطبي إلى الرياض". وطالﺐ بكري بسرعة تسجيل لجنة عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة هؤلاء الرياضيين، وزاد: "يجﺐ ﺃن نكون شجعانا ونعلن تحملنا المسؤولية جميعا، فأنا وﺃعضاء مجلس الإدارة نتحمل المسؤولية وقد صحنا بأعلى صوت في وجه رئيس النادي محمد مظفر الذي هددني بالشكوى إلى المحاكم"، واستطرد: "القضية ستتحول على مظفر لأنه تسبﺐ في إلحاق الضرر با للا عبين ا لمصا بين والمتوفين". على الجانﺐ الآخر فنﱠد محمد مظفر رئيس نادي ا لتها مي في ا تصا ل هاتفي مع "شمس" ادعاءات إبراهيم بكري الذي اتهم إدارة النادي بالتهاون والإهمال في ﺃداء واجباتها، وقال مظفر تعقيبا على ما تناولته وسائل الإعلام حول حادث فريق كرة القدم وبعد اطلاعنا على جميع ما نشر: "إننا نؤكد للجميع ﺃن تصريحات خالد حمود المأربي الأمين العام للنادي جاءت من واقع المستندات الرسمية بالنادي" وتابع: "قمنا بعمل صيا نة للحا فلة بعد تلقينا ملا حظا ت فريق الكاراتيه بالنادي الذين عادوا قبل الحادث الأليم بأسبوع من بطولة المجموعة الثالثة للناشئين، وفور تلقينا بلاغ الملاحظات تم عمل اللازم، ولكوننا نعى تماما ﺃن سلامة اللاعبين والجهازين الفني والإداري هي الأهم وهذا ما يحتمه علينا و ا جبنا كمجلس إدارة"، وزاد: "الأخ إبراهيم بكري كان يستقي معلو ما ته من ا لشا ر ع دون ﺃن يتأكد من الدور الذي يقوم به مجلس الإدارة؛ لكونه بعيدا كل البعد عن النادي وقد طغى الحس الصحافي على الحس الإداري، وهذا ليس بمستغرب على بكري الذي يتكئ على الإثارة دائما".