وقف مناحي ذو 55 العاما كالصخرة الصماء التي لا تسمع ولا تلين "لن ﺃغير هذا الاسم ما حييت"، فما كان من ابنته إلا ﺃن سكبت غزير الدمع علها تكون سبﺐ الإنقاذ من هذا الاسم الذي ﺃثقل كاهلها منذ 17 سنة "لست الوحيدة في ذلك، فهذه بنت جيراننا ديما كان اسمها (وضحى)، وهذه بنت خالي كان اسمها (حصة) فغيرته إلى (ريماس)، وغيرهما كثير". ورغم ما تعرفه من حنو ﺃبيها عليها وعلى بقية إخوتها إلا ﺃنها تجد مشقة في إقناعه بهذا الأمر؛ لاعتقاده بأن ذلك من العقوق لأمه التي اختارت هذا الاسم قبيل وفاتها! "يا ابنتي كيف تتبرمين من اسم ﺃمي، لو رﺃيت وجهها وهو يتهلل بِشرا في مرضها الأخير حين ﺃخبرتها بأني رزقت بك، وﺃسميتك باسمها تحقيقا لرغبتها، لما آثرت اسما غيره"، ثم يعود ليؤكد ما بدﺃ به "لن ﺃقبل ﺃن ﺃغير هذا الاسم ﺃبدا، ﺃبدا ما حييت". ولا تزال البنت تعمل جاهدة بشتى الطرق لإقناع ﺃبيها بالعدول عن هذا الرﺃي منذ ﺃن شعرت بغرابته في وسطها الاجتماعي "الجميع في المدرسة يعرفونني منذ الأسبوع الأول! فما إن ﺃدخل المدرسة، الفصل، المكتبة، البوفيه، حتى تبدﺃ النظرات تتجه إلي، لأجد نفسي مستهدفة من طالبة تسر إلى زميلتها، وﺃخرى قد انتابتها موجة من الضحك لم تستطع ﺃن تكبح جماحها، وثالثة تهز رﺃسها يمنة ويسرة رﺃفة بي.. الأمر الذي يضطرني إلى الانكفاء في مكان لا ﺃُرى فيه، ومع إجادتي للهرب إلا ﺃنني لم ﺃستطع ﺃن ﺃلوذ بالفرار بعد من هذا الاسم الغريﺐ الذي كان سببا في تعاستي". خلود واحدة من ﺃولئك الفتيات اللاتي لم يقتنعن بأسمائهن التي ﺃُطلقت عليهن؛ لذا عملت جاهدة لتغيير اسمها الحقيقي (رقية)، فلم تجد استجابة من والدها، رغم تأييد زوجها، وبقية ﺃسرتها للتغيير؛ لذا اضطرت إلى إطلاق هذا الاسم على نفسها في وسطها الأسري والاجتماعي غير آبهة باسمها الحقيقي في الأوراق الرسمية "الاسم حق من حقوقنا كبشر، إن لم يعجﺐ صاحبه فما المانع من تغييره؟ لا ﺃجد في ذلك غضاضة ﺃو ﺃمرا مخالفا للعادات والتقاليد، الأمر لا يعدو كونه ﺃمرا شخصيا، ولكن ﺃبي وقف ﺃمامي بالمرصاد ولم يعمل على تغييره، رغم ﺃني متزوجة، وزوجي لا يناديني إلا بهذا الاسم، وكذلك من حولي من الصديقات، بل إن بطاقة • صورة من دفتر العائلة. • معروض. • إعلان بالصحف مرة واحدة. • خطاب من الجوازات. • إقرار شهادة شاهدين. • إحالة المعاملة للمحكمة تشير نفلة العنزي (إ خصا ئية ا جتما عية) إلى ﺃهمية اختيار الاسم المناسﺐ للأبناء؛ حتى لا ينعكس سلبا على شخصيا تهم فيشعر هم بالحرج ﺃمام الآخرين، وعدم الثقة بأنفسهم. وتضيف نفلة: "لو ﺃمعنا النظر في المجتمع ا لسعو د ي نجد ﺃ ن من المتعارف عليه تسمية البنت على جدتها، وفي هذا ظلم للبنت؛ لاختلاف الأزمنة؛ لذا لا بد على الأهل ﺃن يتفهموا هذا؛ فالبنت هي من ستحمله حليمة استطاعت ﺃن تغير اسمها رسميا إلى (نور)؛ لذا تحكي عن تجربة عاشتها، عن الفرق الشاسع بين حياتها قبل وبعد تغيير اسمها "منذ ﺃن كنت في المرحلة الابتدائية وﺃنا ﺃشعر بخجل يشل ﺃركاني بمجرد سماعي لسخرية المعلمة وهي تقول" جاوبي يا حليمة ولا رجعت حليمة لعادتها القديمة "؛ لتتعالى ﺃصوات الطالبات مجلجلة بالضحك، فانعكس هذا بالسلﺐ على تحصيلي العلمي، وهو الأمر الذي لاحظه ﺃهلي". واستطاعت نور ﺃن تغيره في المرحلة المتوسطة بفضل المشرفة الاجتماعية في المدرسة التي استدعت ﺃمها وﺃقنعتها بأن اسم حليمة يمثل الكابوس لها، ولا بد من تغييره حفاظا على نفسيتها ومستقبلها "استجاب ﺃهلي لمطلبي في تغيير الاسم، وسُميت (نور) بناء على طلبي، وهو الاسم الذي ﺃفاخر به بأعلى صوتي دون خجل، والآن ﺃعمل معلمة في الكويت، وﺃطرب عند سماعي للطالبات ينادينني (ﺃبلة نور").