يعاني ﺃكثر من 35 ﺃلف مواطن تردي ا لخد ما ت في مر كز صحي ا لثليثية للرعاية الأولية بمدينة الهفوف التابع لمحافظة الأحساء؛ حيث ظل المركز طيلة الفترة الماضية يتعرض لنقص كبير في الأدوي ة وبقية المستلزمات الصحية. وكشفت جولة ميدانية قامت بها "" شمس ﺃن المركز الصحي الذي يخدم كل هذا العدد من المواطنين ليس إلا بيتا مستأجرا بُني في فنائه غرفة صغيرة مغطا ة با لحد يد خصصت لا ستقبا ل، المرضى بها نافذتان يفصلهما جدار من الخارج خصصت إحداهما، للنساء والأخرى للرجال. واللافت في الأمر ﺃنه رغم هذا الفصل بين شباكي الحريم والرجال إلا ﺃن الاستراحة الموجودة داخل المركز تجمع الرجال بالنساء ولا توجد فيها ﺃي مكيفات تقي الطاعنين في السن والأطفال من الجنسين حرارة الشمس الحارقة والرطوبة العالية في تلك المنطقة المعروفة بشدة صيفها وبردها على السواء. تقول ﺃم ﺃحمد التي ﺃقبلت في الصباح الباكر علّها تجد فرصتها في الدخول لطبيﺐ الأسنان قبل: الآخرين "مرضت بالزكام وﺃُصيبت حفيدتي بالإنفلونزا من شدة البرد الذي تشهده المنطقة هذه الأيام في ساعات الصباح" الأولى. مطالبة المسؤولين بالالتفات إلى مكان انتظار النساء ﺃمام مكتﺐ الاستقبال. ولم يخف ﺃبوحسين الذي جاء لتحليل السكر تذمره من التأخير المستمر لأطباء وموظفي المركز. وﺃضاف "ﺃغلﺐ الأطباء العاملين في المركز دائما ما يتأخرون عن الحضور في المواعيد المحددة، للدوام وكأن الذين يراجعونهم ليسوا" بمرضى، وهو الأمر الذي تأكد فعلا لمحرر "" شمس؛ حيث ظل منتظرا دكتور الأسنان ﺃكثر من 45 دقيقة بعد الموعد الرسمي للدوام رغم ﺃنه جاء قبل مواعيد الدوام بساعة كاملة. ويبدو ﺃن عدوى التأخير انتقلت ﺃو نُقلت من الأطباء والموظفين إلى مدير المركز الذي حضر متأخرا ﺃكثر من ساعة عن الدوام، الرسمي وهو ما فسّره كثير من الحضور على ﺃنه وضع طبيعي للإهمال الذي يعانيه المركز في كثير من مرافقه. ﺃما المفاجأة الكبرى فكانت داخل عيادة الأسنان التي لم يجد فيها محرر "" شمس بدا من مسح، الدماء التي سالت على وجهه وجسمه من جراء قلع إحدى، ﺃسنانه بثيابه بعد ﺃن ﺃكد له الطبيﺐ المعالج عدم وجود مناديل، بالمركز وهو ما تكرر معه ﺃيضا بعد ثلاثة ﺃشهر عندما حضر إلى المركز مرة ﺃخرى لمقابلة الطبيﺐ. والمؤسف ﺃن إحدى الممرضات الموجودات مع الطبيﺐ داخل العيادة ردت على احتجاجه بمطالبته برفع شكواه لمديرية الشؤون الصحية. ويؤكد (ﺃبوعبد) المنعم ﺃنه في كل مرة يأتي فيها إلى الصيدلية بغرض ص رف العلاج الذي كتبه له طبيبه المعالج داخ ل المركز يُفاجأ برد واحد ومكرر من الدكتور الصيدلي وهو مطالبته بشراء بعض الأدوية من الصيدليات الخارجية متعللا بالنقص الكبير الذي تعانيه، الصيدلية واستغرب من جدوى فتح المركز إذا كان غير قادر على تو فير ﺃ بسط متطلبا ت ا لعلا ج للمراجعين. وعبر ﺃبو عبدالمنعم الذي يعمل في سوق الخضار عن كرهه لهذا المركز الصحي الذي لم يأتِ إليه يوما مراجعا وتمكّن من ﺃخذ كل الوصفات الطبية التي كُتبت، له لافتا إلى ﺃن الرد الدائم من الصيدلي والمكرر هو "نصف الوصفة لا توجد" بالمركز، وهو ما يضطره إلى شرائها من الخارج حيث التكلفة، الباهظة مستشهدا بابنه عبدالمنعم الذي ﺃُصيﺐ بفطريات جلدية وكالعادة لم يجد الأدوية في صيدلية المركز فاضطر إلى شرائها بمبلغ 50، ريالا وهو الأمر الذي ظل يتكرر مع كثير من مواطني المناطق المجاورة الذين يصارعون من ﺃجل الحصول على قوت يومهم لتأتي مطالبتهم بشراء الأدوية لهم ولأبنائهم زيادة على ما يتحملونه من آلام. يستوعﺐ كل هذا العدد الكثير من المرضى الذين يراجعون المركز.