تجاوزت قيمة التداول لسوق الأسهم 8.5 مليار ريال، خلال تعاملات أمس مسجلة بذلك أعلى مستوى لها منذ 31 شهرا، وهي ثاني جلسة على التوالي تتجاوز فيها قيمة التداولات الثمانية مليارات ريال، فيما يفتح الارتفاع في قيمة الأسهم شهية السعوديين للسوق بعد الحالة النفسية السيئة التي تعرضوا عقب انهيار 2006. وأغلق مؤشر السوق مرتفعا 5.48 نقطة عند مستوى 6560.25 نقطة بتداولات، وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر 476 مليون سهم تقاسمتها أكثر من 187 ألف صفقة حققت فيها أسهم 65 شركة ارتفاعا في قيمتها، فيما سجلت أسهم 68 شركة انخفاضا في قيمتها. وكانت أسهم شركات ملاذ للتأمين والكابلات وأليانز إس إف واللجين والنقل الجماعي وزين السعودية الأكثر ارتفاعا، أما أسهم شركات أنابيب والتعمير وبوبا العربية والعالمية والحكير وإكسترا فكانت الأكثر انخفاضا. كما كانت شركات زين السعودية وسابك والإنماء ونماء للكيماويات والإعادة السعودية والنقل الجماعي الأكثر نشاطا بالقيمة، فيما كانت أسهم شركات زين السعودية والإنماء والنقل الجماعي والإعادة السعودية ونماء للكيماويات وإعمار الأكثر نشاطا بالكمية في تداولات اليوم. وبنهاية جلسة الأمس بلغت قيمة التداولات الشهرية لشهر يناير نحو 146.5 مليار ريال، مسجلة بذلك أعلى مستوى لها منذ 31 شهرا، أي منذ شهر يونيو عام 2009، حيث بلغت آنذاك نحو 149 مليار ريال. وتزامن انتعاش أحجام التداولات في السوق السعودية مع التحسن الملحوظ الذي شهده مؤشر السوق الشهر الجاري، ومع فترة الإعلان عن النتائج المالية السنوية للشركات لعام 2011. وتصدر سهم «زين» الأسهم الأكثر نشاطا من حيث الكمية والقيمة بتداولات بلغت قيمتها نحو 433 مليون ريال عبر تداول ما يقارب 57.5 مليون سهم، ليواصل السهم ارتفاعه لسادس جلسة على التوالي، مغلقا عند 7.55 ريال «+5 %»، كأعلى إغلاق للسهم منذ شهر مارس الماضي. وفى تعليقه على الارتفاع المفاجئ لقيمة التداول على مدار يومين في ظل التراجع الكبير في معظم البورصات الغربية والناشئة، قال عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبدالحميد العمري ل«شمس» إن الارتفاع يمثل تحركا إيجابا كبيرا، ويعطي مؤشرا قويا على جاذبية سوق الأسهم السعودية للمستثمرين: «وهذه الأرقام الكبيرة سوف تفتح شهية المتعاملين للسوق وتعد تمهيدا مهما في ظل ارتفاع نبرة الحديث عن فتح السوق السعودية أمام المستثمرين الأجانب». وعن إمكانية حدوث هبوط مفاجئ بعد الارتفاع المفاجئ قال العمري: إن ذلك مستبعد خلال الأشهر الأولى من العام الجاري؛ بسبب التوزيعات النقدية والنتائج العالية لأداء الشركات المدرجة، ولم يستبعد في الوقت ذاته سحب بعض المستثمرين جزءا من استثماراتهم العقارية الآمنة وإعادة ضخها في سوق الأسهم، بجانب احتمالات قيام البعض بسحب جزء من ودائعهم البنكية واستثمارهم في الأسهم في ظل انخفاض الفائدة على الودائع مقابل ارتفاع ربحية الأسهم. وحول إمكانية تناسي المستثمرين السعوديين انهيار 2006 والدخول ثانية لسوق الأسهم أشار العمري إلى أن نسيان ذلك الانهيار العظيم يحتاج إلى وقت طويل، وليس بعد مرور ستة أعوام فقط من الكارثة، خاصة وأن الخسارة كانت ضخمة جدا، داعيا إلى إنهاء جميع أشكال المضاربات بالسوق .