مشكلة أنديتنا السعودية أن فكر.. أنا ابن جلا وطلاع الثنايا.. هو الذي يسيطر على كل عمل، ولذلك فمن النادر أن تجد من يحضر فيكون عمله إكمالا لما توقف عنده الآخرون، بل إنه يحضر وكأنه القائد الملهم.. يريد أن يكون هو الوحيد، لا يريد أن يكون له شريك في الإشادة، وذلك يبدأ في هدم وتقويض كل عمل قام به من قبله، فيعود الفريق للمربع الأول! فتجد أن التأريخ يعيد نفسه في نوعية الخطاب الإعلامي مثل تكرار مصطلحات البناء وسنعمل في الموسم المقبل ونريد من الجماهير الصبر وهلم جرا! ولو تمعنت قليلا لوجدت أن عمله هو سبب ما حصل وما سيحصل، فعلى سبيل المثال لا الحصر لو دققت النظر فيما يحصل حاليا في نادي النصر فلن تخرج بأي احتمالات أخرى أكثر مما ذكرت تقريبا.. فالكل كان يعي ويعرف أن أم المشاكل فيه عدم وجود المال في هذه المرحلة، ولكن هناك من لوى عنق الحقيقة فأوهم الجميع بأن نتيجة ما يحصل هو بسبب وجود القريني وعامر السلهام، بل وزاد لكي يشجع على سرعة إبعاد الثنائي هو أن هناك من سيدعم بشرط إبعاد الثنائي.. ودارت الأيام وتحقق ما يريد ويتمنى، فلم تر الجماهير إلا التقشف وإعلان العجز المالي ثم جلب «العواطلية» وهي مرحلة ذكرتني بتلك المرحلة التي تم جلب الواكد ومرزوق العتيبي وخالد الشمراني، فهل هذا هو الفكر الذي تم وعد الجماهير به؟ وهل هذا هو الدعم الكبير الذي سيحل كل المشاكل والنادي يصرف لاعبيه الأجانب ويحضر «عواطلية» الأجانب أيضا؟! وهل الفكر بإحضار عزيز ذي الثلاثة عقود والمطالبة بالصبر عليه حتى ينسجم وإبعاد المولد ذي العشرين ربيعا مثلا؟! هل الفكر هو بتشبيب الفريق أم بتشييبه؟ ولو كان إحضار عزيز والسعران متوازنا معه إحضار أجانب مميزين لكان أخف وطأة ولكان هنالك عذر قد يجد القبول؟.. وأيضا لو أن الأمر توقف على تسيير أمور النادي حتى نهاية الموسم لصمت الجميع انتظارا للعمل الذي تم تأجيله للموسم المقبل!.. ولكن ما حدث وما سيحدث هو انتصارات شخصية لاعلاقة لمصلحة الكيان بها.. فما يحدث هو جر الفريق للخلف.. وهو ترقيع لا ترقية في العمل. ولهذا يجب التوقف فورا عن المجاملة، فالفريق قد وصل إلى مرحلة، وليس كل من لعب يستحق تمثيله.. لأن الكل يجمع على أنه يحتاج إلى حارس مميز ولاعبين أجانب ذوي كعب فني عال فقط لا غير.