إنه موهوب ومبدع وودود وجاهز لاقتحام عالم الكبار والمشاهير. ولم يكن أحد يتوقع أن يكون هذا الفتى ضمن قائمة الرجال البارزين لهذا العام. ولم يتجاوز الأمريكي توماس هورن طالب المرحلة الثانوية من أوكلاند ال14 من عمره بعد، ولم تكن لديه أي تجربة في التمثيل عندما تلقى عرضا للمشاركة في تمثيل الرواية الدرامية الأكثر مبيعا التي كتبها جوناثان سافران فوير بعنوان «مرتفع جدا وشديد القرب، Extremely Loud and Incredibly Close» التي تحولت إلى فيلم سينمائي بنفس الاسم وتقاسم بطولته الممثلان الحائزان على الأوسكار توم هانكس وساندرا بولوك؛ وأخرجه الأمريكي ستيفن دالدري الذي رشح لجائزة الأوسكار ثلاث مرات ولم ينجح في تحقيقها. لكن الجزء الأكبر من دور البطولة ذهب للطفل توماس هورن الذي ظهر للمرة الأولى سينمائيا من خلال هذا الفيلم.. وكانت مشاركته خلال أسبوع للأطفال هي المرة الوحيدة التي قضى فيها وقتا أمام الكاميرا. وفي يوليو الماضي، التقى هورن بمنتج الفيلم سكوت رودين لبحث التفاصيل. وكشف الفتى أنه لم يكن متأكدا من القيام بتمثيل الدور المطلوب منه خلال اللقاء الذي جرى في ردهة أحد الفنادق وفي يده كوب من الشاي. وأضاف «لكن أدركت بعد ذلك أنني كنت أشعر بالدهشة في تلك اللحظات». وبعد شهرين من ذلك اللقاء، كان له موعد مع أشهر نجوم هوليوود توم هانكس وساندرا بولوك اللذين سيشاركانه العمل المرتقب.. وذلك قبل أن يستدعيه المخرج ستيفن دالدري ليعرض عليه الدور المركزي في الفيلم وهو لصبي يدعى أوسكار قتل والده «توم هانكس» في أحداث 11 سبتمبر. وفي أحد الأيام يجد الطفل أوسكار مفتاحا في خزانة والده ويتعهد معرفة ما يفتح، بحسب ما يصور الفيلم. ويحاول جاهدا مراجعة العديد من تفاصيل حياة والده في ظل ما يتميز به من ذكاء حاد، ومن خلال هذه الرحلة يعود هانكس للفيلم عبر مشاهد استرجاعية «فلاش باك» ليقدم الدروس التي كان يود تقديمها لابنه خلال حياته. إنها رحلة مروعة عن الحب والعائلة والخسارة. ولم تكن المهمة سهلة بالنسبة إلى النجم المنتظر هورن. «لقد كان التصوير طويلا للغاية»، في إشارة إلى عملية إنتاج الفيلم التي استمرت سبعة أشهر. وقال: «كانوا دائما يعيدون كتابة السيناريو». المادة كانت مكثفة وغزيرة حتى بالنسبة إلى هذا الطالب الذكي. وفي بعض المشاهد، كان الدور يتطلب منه أن يشن هجوما على الأم «بولوك» لكونه يفتقد الأب الغائب، ويقول لها في بعض المقاطع: إنه يتمنى أنها كانت الشخص الذي توفي يوم 11 سبتمبر. «شعرت بالذنب حيال ذلك»، يقول هورن. وأضاف «لكنها طمأنتني بأن الدور يتطلب مثل هذه المشاعر القاسية». وكان يتلقى على الدوام نصائح وإرشادات من بولوك وهانكس بضرورة التمسك بالأداء المتقن للدور الذي يقوم بتمثيله. وأوضح أنه تعلم منهما أنه «لا يمكن الدخول في أحد المشاهد ثم التخلي عنه فجأة والخروج للدردشة وشرب القهوة لمدة خمس دقائق». ومع انتهاء تصوير الفيلم، أصبح هورن في انتظار ما يخبئه له المستقبل. وقرر العودة إلى زملائه ودراسة شيء ما «يفيده» ويقوده إلى استخدام التكنولوجيا لمساعدة «المزارعين الفقراء في الهند أو إفريقيا». ولكنه مع ذلك سيكون جاهزا كي يعود إلى التمثيل، ما دامت الفرصة ماثلة لذلك. «هذا الفيلم ملتقى طرق لعوامل كثيرة: النص الجيد، والقصة العظيمة، والممثلين القادرين، والمخرج الكبير. وسيكون من الصعب الحصول على عمل مماثل في القريب العاجل». وبالفعل حظي الفيلم باهتمام النقاد عندما انطلق عرضه أخيرا في أمريكا، خصوصا أنه يجمع ثلاثة من نجوم الأوسكار، ويخرجه دالدري الذي رشح للجائزة ثلاث مرات .