يمر عدد من الفنانين بفترة يحاولون فيها نهج خط جديد وتجربة جديدة بالنسبة إليهم، قد تحقق هذه التجربة النجاح في أحيان، وقد تلقى سخط الجمهور في أحيان كثيرة، إلا أنه من خلالها يشعر الطرفان بكسر للرتابة، وللخط السائد الذي اشتهر وعرف من خلاله الفنان، وعادة ما تأتي هذه «الشطحات» في بداية الفنان بغية الوصول إلى أكبر قدر من المتلقين.. في هذا التقرير نرصد عددا من الأغاني التي اتسمت ب«طلعات» غريبة من الفنانين.. عبدالحليم يرتدي الثوب والغترة ربما لا يعرف الكثيرون أن الفنان عبدالحليم حافظ الذي يقف على المسرح في أغنياته مرتديا البذلة الرسمية، سبق أن ارتدى الغترة والثوب في أغنية«هلي يا هلي يكفي ملامي والعتاب»، وذلك عند زيارته للكويت عام «1965»، وكانت هذه الأغنية التي كتب كلماتها وليد جعفر، ولحنها عبدالحليم السيد، مفاجأة سارة وغريبة في الوقت نفسه، وطرحت تساؤلات كثيرة حينها، المهم أن الأغنية ب«الطلعة» الغريبة للعندليب الأسمر لاقت نجاحا كبيرا في الوطن العربي، وفتحت لملحنها آفاقا كبيرة في الوصول إلى عدد من الفنانين العرب آنذاك مثل فريد الأطرش. طلال.. «عملة مغشوشة» غنى الفنان طلال مداح عددا من الأغاني الخفيفة التي انقسم حولها جمهوره ما بين مؤيد ومعارض، وتعتبر أغنية «عملة مغشوشة» إحدى هذه الأغاني التي استغرب الكثيرون من «صوت الأرض» تقديمها؛ أولا لضعف اللحن وثانيا لسطحية الكلمات، وعندما تم انتقاد الأغنية بعد ظهورها في الإذاعة ذكر الفنان الراحل أنها في النهاية أغنية خاصة، وكانت مهداة إلى شخص معين. فنان الشباب.. «يا أسود» الفنان علي عبدالكريم الذي اشتهر بتقديم لون «الخبيتي» واستطاع من خلاله النجاح، وتكوين قاعدة جماهيرية، غابت عنه الأضواء فترة طويلة، فلم يجد سوى الظهور بكليب أغنية «يا أسود»، التي تحدث عنها الجمهور حينها باستياء، ووصفت بأنها سقطة من ناحية الكلمات ومن ناحية تنفيذ الكليب، الذي احتوى على رقص مبتذل، ولم يوفق حينها فنان الشباب في المواكبة بشيء جيد، له قيمة، ويضاف إلى رصيده الفني. خيري قضى عليه البيجر يمتلك خامة صوت جميلة، وكان متابعو الوسط الفني يتوقعون له أن يكون أحد الأسماء المهمة في الأغنية السعودية إلا أن أغنية «البيجر» في بداية التسعينيات، أسهمت في حجبه وابتعاده عن الوسط الفني، واكتفى منذ فترة بالأغاني الخاصة والحضور في الأوبريتات الغنائية فقط، ويبدو أنه استكان لردود الفعل السيئة على أغنية «البيجر»، وتوقف على الرغم من موهبته التي يمتلكها. «بانيو» خالد في بر كليب أغنية «خذني بقايا جروح» كان جميلا، إلا أنه لم يأخذ في الحسبان الصورة الجمالية الخاصة بالبيئة الصحراوية؛ إذ ظهرت بعض الديكورات الغريبة، مثل «كنبة حامل ملابس وسائد.. إلخ»، وكأن الكليب تم تصويره في غرفة فندق وليس في صحراء جرداء، وظهر الكليب غريبا على الرغم من نجاح الأغنية، وقد يكون خيال المخرج هو الذي تسبب في تلك «الشطحة».