يعد عام 2011 من أسوأ الأعوام التي مرت على سوق الأغنية العربية بسبب الأزمات والثورات العربية ولا سيما المصرية بحكم أن مصر تعتبر هي المحرك الأساسي للطرب وعدم تحقيق حتى ولو نسبة من المبيعات التي يحققونها كل عام، فرغم تواجد عدد كبير من نجوم الطرب على الساحة الغنائية خلال عام 2011 مثل الفنان عمرو دياب، وتامر حسني، ووائل جسار وغيرهم، فإن هذا لم يشفع لسوق الكاست الذي عانى من الركود طوال العام متأثرا بالأحداث الحاصلة في الوطن العربي. من جهة أخرى أوضح المنتج محسن جابر، صاحب شركة عالم الفن أن عام 2011 أسوأ عام مر عليه منذ 40 عاما بسوق الكاسيت، مشيرا إلى أن جميع الشركات لم تربح خلال العام، وأنهم جميعا حرصوا على الاستمرار من أجل العاملين في الشركات، دون تحقيق دخل حقيقي، موضحا أن شركته طرحت ألبومين فقط أولهما للفنان تامر حسنى بعنوان «اللي جاي أحلى» الذي يراه جابر مغامرة حقيقية منه لنزول الألبوم في أول الصيف، وهو الوقت الذي هرب منه الكثير من المطربين. أما الألبوم الثاني الذي طرحته شركة محسن جابر فهو «أعرف منين» لآمال ماهر وقال عنه: لو كان طرح في وقت آخر وحقق مثل هذا النجاح لجعل لآمال شأنا آخر في عالم الغناء وجعلها في صف كبار نجماته، خاصة في ظل عدم التفات الناس للغناء في هذا التوقيت بسبب الظروف السياسية، واعتبر ذلك نجاحا غير عادي بالنسبة لآمال، متمنيا أن يكون العام الجديد هو عام الاستقرار للجميع. ويرى الموسيقار حلمي بكر، أنه رغم خسائر صناع الموسيقى فإن 2011 كشف كذب المطربين والمنتجين معا، حيث بات أسلوبهم الاستهلاكي بلا معنى، خاصة أن الكلام الكثير لا يفيد الغناء، كما تعروا تماما من خلال مواقفهم من الثورة وأثبت عدد كبير منهم أنهم يملكون ألقابا لا تمثل سوى مسميات، ولا يفعلون بها شيئا لأن هذا الألقاب لم تأت من الجمهور، موضحا أن جميع المطربين ينتظرون في وقتنا الجاري الأغنية الناجحة من أجل تقليدها، وجميعهم أصبحوا يشبهون بعضهم البعض. وأضاف بكر: عند قيام الثورة أخذنا أغنيات حقيقية من مكتبة الزمن الجميل التي تمثل ذاكرة التاريخ وسمعناها، لأن الجيل الحالي أثبت فشله وعدم قدرته على صنع أغنية تحقق النجاح الحقيقي.