يقبل عدد من المطربين على تقديم الأغاني الدينية، بعد النجاح الكبير والقبول الجماهيري الذي لاقته في الفترة الأخيرة، ورغم اعتياد الجمهور على ازدياد جرعة الأغاني الدينية في شهر رمضان الذي ارتبط في أذهان الناس بالأغاني الدينية. إلا أن نجاح عدد من المطربين في أداء هذا النوع من الأغاني أغرى آخرين للسير في نفس الطريق. من هؤلاء الفنان خالد سليم، الذي يعتزم طرح ألبومين غنائيين مع الداعية الإسلامي مصطفى حسني، الألبوم الأول يتم طرحه في عيد الأضحى المقبل، والثاني من المفترض أن يطرح في ذكرى المولد النبوي الشريف. وكانت الساحة الغنائية في الفترة الأخيرة قد شهدت رواجا كبيرا للأغاني والأدعية الدينية، بعد النجاح الكبير الذي حققه ألبوم "في حضرة المحبوب" للمطرب اللبناني وائل جسار، بعدها تهافت عدد كبير من نجوم الغناء على هذه النوعية، وتوالت الألبومات والأغاني الدينية التي غناها مطربون مثل عمرو دياب وتامر حسني وديانا حداد وأنغام. تقول أنغام إنها قررت تقديم ألبوم غنائي ديني بعدما أعجبها ألبوم وائل جسار "في حضرة المحبوب، مشيرة إلى ضرورة التنوع في الأغاني التي يقدمها المطربون لإرضاء جميع الأذواق. ويؤكد الملحن حلمي بكر ل"الوطن"، أن الأغنية الدينية أصبحت موضة بعد النجاح الكبير الذي حققه وائل جسار، إلا أن جميع هذه الأغاني لم تلاق أي نجاح، لأنها لم تكن صادقة، بعكس وائل جسار الذي هو المطرب الوحيد الذي كان صادقا في تقديم الأغاني الدينية، ولم يكن يهدف منها تحقيق الربح، لذا صدقها الناس وأقبلوا عليها، بعكس باقي المطربين الذين استخدموا الدين كوسيلة لترويج أغانيهم. وأشار بكر إلى أن هؤلاء المطربين وصلوا بالأغنية إلى مستوى غير مسبوق من التدني، فبعد أن استخدموا جميع الوسائل لترويج أغانيهم مثل العري والمخدرات والابتذال لجؤوا إلى الدين كوسيلة للنجاح الرخيص. يتفق الفنان محمد ثروت مع بكر في أن "الأغاني الدينية تحولت إلى تجارة، حيث يقوم المطرب بغنائها وتوزيعها على القنوات الفضائية لتحقيق التواجد الإعلامي، في حين أن الفن الغنائي الديني الحقيقي لا يجب أن يرتبط بالسوق أو التوزيع، بل يجب أن يكون تعبيرا عن حب الله ورسوله الذي لا ينقطع". بدورها قالت الفنانة سميرة سعيد إن الأغنية الدينية لاقت رواجا كبيرا بين الجمهور العربي، لأنه يعاني من أزمات عديدة في حياته، سواء كانت اقتصادية، أو اجتماعية، أو حتى نفسية، مما يجعله يلجأ إلى هذه الأغاني للهروب من هذه المشكلات. من جهته يشير رئيس قسم الإعلام بالأزهر الشريف الدكتور جمال النجار إلى أن أغلب الذين يقدمون أغاني دينية يتعاملون معها من منطلق السوق، وليس من منطلق تقديم قيم إيجابية، بل تحولت إلى موضة يحتاجها سوق الكاسيت والجمهور. وكان شهر رمضان الماضي قد شهد موجة كبيرة من الأغاني الدينية لكل من سميرة سعيد، وديانا حداد، ولطيفة التونسية، وعبدالفتاح الجريني، وحسين الجسمي، ووائل جسار، وأنغام، وحسن الأسمر، حيث سجلت ديانا حداد أغنية "يا هدية من ربنا" باللهجة المصرية، كما سجلت المطربة التونسية لطيفة لأول مرة في مشوارها الفني عددا من الأدعية الدينية من كلمات الشاعر الراحل عبدالوهاب محمد، وألحان عمار الشريعي، وتم تصوير بعضها بطريقة الفيديو كليب.