أرجع عدد من المختصين النفسيين والاجتماعيين السبب في الأحداث المؤسفة التي شهدتها ملاعب المملكة أخيرا خصوصا في مباراة الشعلة والهلال الأخيرة في كأس ولي العهد إلى ضعف التحصينات في عدد من الملاعب الرياضية، بالإضافة إلى عشق البعض للفت انتباه من حوله مستخدما كل الطرق الممكنة دون أن يدرك أنه من خلال تصرفاته يقلل من احترامه لنفسه. وقال نائب رئيس اللجنة المالية والتسويق في الاتحاد السعودي لكرة القدم رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي الدكتور حافظ المدلج ل«شمس» إنه سيتم قريبا تنفيذ برنامج لتحسين بيئة الملاعب الرياضية، كما سيتم تنفيذ برنامج آخر بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإعطاء تذاكر المباريات لمن يستحقها من الجماهير الرياضية، مؤكدا أن ما حدث في مباراة الشعلة والهلال ضمن مباريات بطولة كأس ولي العهد أمر مؤسف ويعود إلى قلة رجال الأمن المتواجدين في ملعب المباراة. وأكد مدير ملعب الملك عبدالعزيز بالشرائع عالي القرشي أنه ينبغي على الملاعب الرياضية تكثيف التحصينات وإيجاد عدد من الحواجز لمنع أمثال هؤلاء المشجعين والجماهير من الدخول إلى أرض ملعب المباراة، مشيرا إلى أنه ينبغي قبل كل مباراة مهمة عقد عدة اجتماعات بين المسؤولين في الملاعب والجهات الأمنية وذلك من أجل زيادة الدعم والقوة الأمنية في ملعب المباراة تحسبا لأي طارئ قد يحدث في المباراة، موضحا أن هناك رقابة صارمة على الممنوعات والأدوات التي لا يسمح بدخولها إلى الملعب وعدم التهاون بها وإحضارها مثل «المفرقعات والسجائر والأدوات الحادة من أسلحة وأخشاب وحدائد». مضيفا أنها معروفة لدى الجهات المختصة وسيتم التعامل معها أو مع حامليها بجدية تامة، خاصة أن الجهة الأمنية هي المسؤول الأول والأخير في هذا الشأن، مبينا أنه ينبغي أن يكون هناك عقوبات صارمة تردع من يقوم بالفوضى في الملاعب الرياضية. وقال عضو مجلس حي الشرائع بمكة المكرمة حجب العصيمي إنه يجب على جمعية مراكز الأحياء أن تقوم بدور التوعية والتثقيف لفئة الشباب وتحذيرهم من الظواهر السلبية التي نراها بين الحين والآخر أثناء المباريات الرياضية سواء عند دخول الملاعب الرياضية أو في حال الفوز أو الخسارة لأحد الفرق في الملاعب الرياضية من فلتان للأعصاب والمشاجرات والقذف بالقوارير والأحذية وغيرها ومن هذا المنطلق لدينا أكثر من 16 مركز حي بمكة المكرمة تابعة لجمعية الأحياء وبها أعضاء ومتطوعون فاعلون من سكان الحي ينبغي المبادرة بأن يتقرب كل مركز حي من شباب الحي ويجعلهم يشاركون بنشاطهم حسب ميولهم واهتمامهم في المركز وأن تساعدهم مراكز الأحياء وتوفر لهم بعض الفعاليات والبرامج المفيدة وتوعيتهم وتثقيفهم حول التعصب الرياضي وتشجعهم وتبث فيهم روح الحماس وحب العمل وخدمة الوطن والمواطنين من سكان الحي والمقيمين فيه ونبذ كل ظاهرة سلبية تسيء أو تؤثر على المجتمع والممتلكات. وأوضح المختص الاجتماعي عبدالله الدهاس «للأسف الشديد أن هناك انفلاتا ملحوظا في سلوكيات شبابنا». مشيرا إلى أن السلوكيات التي يقوم بها بعض الشباب والمتمثلة في الرعونة الكبيرة أثناء وخلال حضور المباريات الرياضية أو خلال قيادة السيارات وإثارة الشجار والتسكع في الأسواق تتطلب تحركا عاجلا من قبل القطاعات المعنية بهؤلاء الشباب ولعل في مقدمتها وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام ممثلة في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع». وأضاف الدهاس قائلا «لا بد من تنفيذ برامج توعوية تثقيفية للشباب حول السلوكيات الحسنة التي يجب التقيد بها والتي تنطلق من تعاليم ديننا الحنيف»، مشيرا إلى أنه بالإمكان الاستفادة من الملتقيات والمباريات في بث رسائل توعوية قصيرة حول السلوك الحسن وحق الغير، لافتا إلى أن ما يحدث من فوضى داخل الملاعب من قبل الجماهير الرياضية والمشجعين من فئة الشباب هو فقط للفت الانتباه والتقليد الأعمى على غرار ما يحدث في الملاعب الرياضية العالمية سواء لرمي المعلبات أو تكسير السياج الحديدي للملعب أو غيرها من السلوكيات الخاطئة والسلبية .