تفاعل الوسط الرياضي بكافة شرائحه مع القرار رقم 4764 الصادر بتاريخ 15/4/1430ه القاضي بمنع دخول أي صور إلى الملاعب، ومنع الجماهير من إدخال اللافتات المكتوبة والاكتفاء بدخول أعلام الأندية والشالات، ومتابعة ذلك مع الجهات المختصة، غير أن المتابع الرياضي لمس أن الوضع لم يختلف كثيرا طالما أن اللافتات لازالت حاضرة في المدرجات، بل وفي معظم المباريات، ليطرح المتلقي أكثر من سؤال حول الجهة المتسببة في عدم تفعيل هذا القرار؟ وأين الدور الرقابي في الملاعب؟ وأين دور لجنة الانضباط في إيقاع العقوبات على الجماهير التي تحمل مثل هذه العبارات؟ وما هو دور الأندية في توعية جماهيرها وحثها على التحلي بالروح الرياضية والتشجيع المثالي الحضاري والتفاعل مع القرارات الصادرة؟ «عكاظ» طرحت القضية أمام أهل الاختصاص وخرجت بهذه المحصلة: في البداية، أكد الأستاذ محمد اليامي نائب رئيس نادي الاتحاد أن مثل هذه السلوكيات يجب القضاء عليها والحزم في مواجهة مثل هذه الظواهر التي تعتبر بعيدة كل البعد عن الرياضة التي تدعو إلى التلاقي والمحبة بين كل المنتمين للوسط الرياضي. وقال «تهدف إدارة نادي الاتحاد بشكل كبير لمنع مثل هذه التجاوزات في المدرجات التي تكتظ بالجماهير الاتحادية التي تؤازر وتشجع الفريق الكروي وعدم السماح لمثل هذه اللافتات بالتواجد في المدرج الاتحادي». وأضاف «من خلال التفهم الكبير الذي لمسناه من جماهيرنا الكبيرة، حيث يمثل الجمهور الاتحادي قمة الرقي في التشجيع المثالي البعيد عن مثل هذه السلوكيات الخاطئة، بالإضافة إلى أن هناك تنسيقا كبيرا بين إدارة النادي وبين رابطة المشجعين في النادي، والتي يقودها رئيس الرابطة صالح القرني الذي يملك خبرة كبيرة في هذا المجال، ويقوم بدور كبير في توعية الجماهير الاتحادية المتواجدة في المدرج لتشجيع الفريق والعمل على إزالة مثل هذه اللافتات من المدرج الاتحادي في حال وجودها وهي محدودة جدا ولا تكاد تذكر». وتابع «إذا وجدت مثل هذه اللافتات المسيئة فهي سلوك مشين من فئة محدودة جدا من الجماهير ولا يجب التعميم على جميع الجماهير، والمتابع الرياضي يلحظ التغيير الكبير الذي طرأ في الفترة الأخيرة في التعامل مع الأحداث المختلفة من قبل الجماهير التي أصبحت أكثر وعيا وإدراكا، وأصبحت تعي الطريقة المثلى لمساندة فريقها، وهذا ما عهدناه من الجماهير الاتحادية الوفية والحبيبة». دراسة مستفيضة من جانبه، أكد الأستاذ خالد عبدالغفار نائب رئيس النادي الأهلي أن هذه الظاهرة موجودة في ملاعبنا وتحتاج إلى دراسة مستفيضة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى إقدام قلة من الجماهير على مثل هذا السلوك المرفوض تماما. وأضاف عبدالغفار: يظل النادي الأهلي أحد أكثر الأندية التي لديها جماهير واعية متزنة وتعرف الطريقة المثالية في دعم وتشجيع فريقها بعيدا عن الدخول في مهاترات والقيام بأعمال خارجة عن الروح الرياضية، وهذا ما نشاهده من خلال تركيز جماهيرنا الوفية في دعم الفريق فقط والتركيز على ذلك. وأكد نائب رئيس الأهلي أن ناديه ومنذ تأسيسه مرورا بالرعاية الكريمة التي حظي بها النادي من الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) إلى العصر الحالي بقيادة قلب الأهلي النابض رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبدالله يعتبر مثالا يحتذى به في طريقة الانتماء الصادق والتعامل برقي كبير مع كل الأحداث المختلفة التي يمر بها الفريق، وهذا منهج يسير عليه المنتمون للنادي الأهلي بمختلف أدوارهم. وأضاف «نحن كإدارة للنادي الأهلي نقوم بالتنسيق مع رابطة المشجعين في النادي والتي عليها مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، والذي يجب أن يوضع في عين الاعتبار لكي لا نجعل من المدرجات مكانا للقذف والشتم، فهي وجدت من أجل أن تكون مكانا للدعم والتحفيز للفريق والاستمتاع بكرة القدم الحقيقية». من جانبه، أكد محفوظ حافظ عضو لجنة الأخلاق الرياضية واللعب النظيف في الاتحاد السعودي لكرة القدم أن مثل هذا السلوك يعتبر مخالفة واضحة وصريحة للوائح وأنظمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تهدف إلى زرع المحبة بين جميع المنتسبين للوسط الرياضي وضرورة الاحترام المتبادل بين الجميع وعدم الدخول في مهاترات وصراعات تزيد من حدة التوتر في العلاقة بين الأندية السعودية والتي وجدت في المقام الأول من أجل الارتقاء بالرياضة السعودية. وأضاف «إذا كانت مثل هذه اللافتات تحمل عبارات عنصرية ففي هذه الحالة تقوم لجنة الانضباط باتخاذ القرارات الرادعة لمثل هذا السلوك بتطبيق لوائح لجنة الانضباط والتي راعت كل المخالفات التي من الممكن أن تصدر من البعض، فبالتالي سيتم اتخاذ العقوبة المناسبة على مثل هذا التصرف المرفوض». وتابع «الكل يعلم أنها لجنة أقرت أخيرا وتنظر في المقام الأول على ما يحدث داخل الملعب وليس خارجه ولكن بعد عدة اجتماعات لنا في هذه اللجنة قررنا رفع توصيات إلى مقام الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه لوضع جوائز كبيرة للجماهير التي تساند فرقها بمثالية كبيرة وسيتم احتساب النقاط لكل جمهور يشجع بمثالية، وكل جمهور يخرج عن الروح الرياضية، وسيتم خصم عدد من النقاط التي سيعلن عن آليتها قريبا بعد اعتمادها من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب، حيث سيتم تكريم الجمهور المثالي نهاية الموسم». تبني السلبيات من جانبه، قال عبدالرحمن المسعد مدير المكتب الرئيس لرعاية الشباب في الرياض، إن وجود هذه اللافتات في الملاعب السعودية على الرغم من سريان قرار المنع الصادر من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب والقاضي التعامل بحزم مع مثل هذه اللافتات التي للأسف الشديد يقوم بإحضارها مجموعة محدودة من الجماهير، ولكن كاميرات التلفاز تنقلها للعالم بأسره وهذا أمر مؤسف للغاية. وأضاف «هناك تعليمات مشددة حول منع دخول مثل هذه اللافتات إلى الملاعب ولكن ما زال البعض يحاول تجاوز الأنظمة وإحضار اللافتات المسيئة للآخرين». وتابع «نقوم بدور كبير في محاربة هذه الظاهرة من خلال متابعة المدرجات وما يحمله المشجعون معهم وعند ملاحظة مثل هذه اللافتات في المدرجات نقوم على الفور بإبلاغ رجال الأمن الذين يقومون بشكل سريع في إزالة هذه اللافتات من المدرجات، ولكن دون اتخاذ أية عقوبة ضد حاملها، حيث يتم أخذ اللافتة فقط دون أي إجراء آخر ضد المتسبب في إحضارها». وأضاف المسعد «هذا السلوك أصبح محدودا في الفترة الأخيرة على الرغم من وجوده في لقاء الديربي الأخير بين الهلال والنصر، وهذا للأسف يعكس صورة سيئة عن وسطنا الرياضي لدى المتابعين للمسابقات السعودية». وعن دور روابط المشجعين في الأندية قال «بكل أمانة تقوم روابط المشجعين في جميع الأندية بدور بارز في محاربة هذه اللافتات في الملاعب وما نشاهده من تعاون كبير من قبل جميع الجماهير ورفضهم لهذا العمل المشين في الملاعب السعودية يثلج صدورنا، فلدينا ولله الحمد جماهير واعية وتقوم بدور كبير في رفع معنويات فريقها بعيدا عن أي أمور أخرى قد تنعكس سلبا على أداء فريقها». ظاهرة دخيلة من جانبه، أكد مدير مكتب رعاية الشباب في محافظة جدة أحمد محمد روزي، أن هناك تعليمات مشددة من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب حيال هذا الموضوع والذي على حد وصفه يعتبر ظاهرة دخيلة على الوسط الرياضي. وقال «بعد قيام عدد محدود من الجماهير الرياضية بحمل لافتات تحمل عبارات مسيئة تمس الوحدة الوطنية وتهدف إلى تشويه صورة المجتمع السعودي صدرت عدة قرارات من جهات عليا تهدف إلى منع هذه الظاهرة»، وأضاف روزي: الرئيس العام لرعاية الشباب شدد في خطابه لجميع مكاتب رعاية الشباب على منع دخول اللافتات التي تسيء للفريق المقابل، وتزيد من التعصب الرياضي لدى الجماهير بمختلف ميولها، ونحن بدورنا في مكتب جدة قمنا بعمل خطة محكمة للقضاء على هذه اللافتات من خلال مراقبة نقاط البيع خارج الملعب ومتابعة كل ما يباع على الجماهير والتأكد من خلوها من أية عبارات مسيئة. وشدد روزي على أن هناك تنسيقا كبيرا بين مكتب رعاية الشباب مع رجال الأمن والمراقبين الإداريين في الملعب للوقوف ضد هذه اللافتات، حيث نقوم على الفور عند مشاهدتها بالتحرك السريع لوقف هذا العمل، حيث يقوم رجال الأمن بسحب هذه اللافتات من المدرجات ومنع تداولها بين الجماهير. وأكد روزي أن هناك تعاونا كبيرا من رؤساء روابط المشجعين في ملعب استاد الأمير عبدالله الفيصل، حيث يقومون بجهد يشكرون عليه في توعية الجماهير الرياضية حول هذا العمل المرفوض دينا وقانونا.