يلاحظ المتابع للأحداث الرياضية في ملاعبنا في الثلاث السنوات الأخيرة أحداثاً غريبة بدأت تأخذ شكلاً تصاعدياً كانت بداية عبارة عن دخول متفرج إلى الملعب أثناء المباريات ثم تصاعدت تدريجياً فأصبحناً نشاهد في المباراة الواحدة أكثر من متفرج ثم تصاعدت ورأينا مايحز في النفس أخيراً في مباراة نادي الهلال مع الشعلة بالخرج ونحمد الله أن الأمر تم تداركه في حينه وهذا الشكل التصاعدي يدعو أكثر من جهة إلى أن يكون لها تواجداً على أرض الملاعب بل والمشاركة الرسمية في إدارة الملاعب الرياضية ، وسط هذا الإعلام الصاخب والشحن السلبي. أذكر أنني قبل فترة بعيدة كتبت عن الملاعب الرياضية وعن أنها دون المؤمل كماً وكيفاً واستشرافاً واليوم أجدني أعود للحديث عن ملاعبنا الرياضية وقد بلغ السيل الزبى وذلك من جوانب أمنية بحته فلن أعيد الحديث عن تصاميمها التي لا تحاكي العصر ولا تثير المشاعر ولا تشجع على الإقبال بل سأتحدث هنا اليوم عن الوظائف الأدائية للملاعب بصورة عامة مطالباً في البداية بضرورة إنشاء هيئة عامة لإدارة الملاعب الرياضية سواء مايخص كرة القدم أو الصالات المغلقة للألعاب الأخرى ( كرة يد . كرة طائره . كرة سلة . كرة الماء . المسابح .... الخ ) من جميع الجهات المختصة ذات العلاقه من رعاية الشباب ووزارة الداخلية بقطاعاتها المختلفة وبالذات ( الأمن العام , الدفاع المدني , المرور ) وزارة الصحة والهلال الأحمر ووزارة الإعلام على مستوى المناطق والمحافظات. ويكون أفراد تلك الهيئات على مناصب رفيعه يتميزون بخبرة في مجال عملهم وتمرس وسعه الإدارك بما يضاف إليهم من مهام والقدره على الابتكار وإدارة الحشود وترجمه الأهداف مع الإلمام بكافه مواصفات وخرائط الملاعب وذلك نظراً لأهميه الحضور الجماهيري للمنافسات الرياضية والذي عادة مايحتوي على فئات شبابية مختلفة أغلبهم في سن المراهقه ثم مايتبع ذلك من حماس وتشجيع يخرج أحيانا الشباب عن طورهم وأن تكون تلك الهيئة مسؤولة عن تقديم دراسات حيَّة ومتتالية لمعرفة أحوال الملاعب كل في مجال اختصاصه من حيث الساحات الخارجية والأبواب الرئيسية وعددها والممرات والسلالم والمدرجات وأنها تتناسب فعلاً مع السعة التقديرية المرسومة للملعب ومعرفة المقاييس العالمية لسرعة سير الجماهير وسرعة إخلاء المدرجات وفق المعايير العالميه وكذلك مايهم المشاهد في المدرج من وضوح الرؤية وتقديم أفضل الخدمات للجماهير التي عادة ما تدفع مبلغاً لا بأس به لكي تشاهد المبارايات في أجواء مهيأة مع الأخذ بعين الاعتبار أن مايقدم في الملاعب من خدمات راقية ومساحات خضراء جميلة وكراسي مريحة ودورات مياه حديثة مع الاهتمام بوضع لوحات إرشادية تساعد على الانضباط وسرعة الاستدلال مع دراسة الحركه المرورية حول الملعب والحركه البشرية عند بوابات الملاعب وداخلها قبل المباريات وبعدها مع وضع عوازل بين أرض الملعب والجمهور حسب المواصفات الدوليه الحديثة التي لا تشوه من جمال الملعب كل ذلك يسهم في هدوء الشباب والتوجه للاستمتاع بالمبارايات بعيداً عما نشاهده هذه الأيام من أحداث مؤسفة يندى لها الجبين . ولعلَّ من أهم مسؤوليات هذه الهيئة هو الإشراف العام على الملاعب الرياضية وتحسين الأداء قبل وأثناء وبعد المباريات من حيث حسن اختيار المشرفين الأكفاء الذين يتمتعون بحسن القيادة والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة حسب المواقف مع التوزيع السليم لكافة موظفي الاستقبال وبيع التذاكر والمباشرة ومن في حكمهم مع تحفيزهم دوماً على الارتقاء بمستوى أدائهم من خلال الدورات التدريبيه المكثفة مع التركيز على الحس الأمني الشمولي الذي يوفر بيئة آمنة لكافة الجماهير والمتواجدون بالملاعب وذلك بالتأكيد على إجراء أعمال الصيانة الدورية التي تحد من مخاطر تحرك الحشود وكذلك وهذا الأهم أن غالبية تلك الحشود وكما أسلفت من المراهقين الذين سرعان ماينساقون للشغب وقد رأينا في عدة حلقات خاصة أن بعضهم يحمل سكاكين وأدوات جارحة بل بلغ ببعضهم يحمل مخدرات ومسكرات كل ذلك يتطلَّب فعلاً حراك سريع من خلال إشراك كافة الجهات ذات العلاقة وترسيم وظائف رسمية تحت مرجعية ( الهيئة العامة لإدارة الملاعب ) تكون متفرغة لذلك فالأحداث تلح بمثل ذلك عاجلاً والله من وراء القصد . جدة ص ب 8894 فاكس 6917993