لم نكن نتمنى أن نشاهد بعض المناظر المؤسفة لما حدث في مباراة الهلال والشعلة في الخرج، لاسيما وأن المباراة كانت منقولة تلفزيونيا والجميع يشاهدها على الهواء مباشرة، حيث كان الجميع مشدوها وهو يشاهد ما حدث من تجاوزات وشغب من قبل بعض الجماهير المحسوبة على جماهير الخرج الشغوفة بكرة القدم؛ سواء من حيث الدخول إلى أرض الملعب أو رمي العلب الفارغة أو الأحجار المختلفة الأحجام والأحذية إلى غير ذلك مما تطاله الأيدي، في منظر مؤسف كنا نتمنى ألا يحدث ونشاهده بيننا فكيف به وهو يشاهد وينقل على الهواء مباشرة ويشاهده الجميع في أصقاع الأرض مما يعطي صورة سيئة ويعكس انطباعا غير حضاري لحال الكرة في بلادنا وللمتابعين من الخارج ولمسؤولي الاتحادات القارية والدولية، والحمد لله أن النهاية جاءت مطمئنة وتمت السيطرة على العابثين وهم قلة، لكن السؤال الذي يتكرر ولا نجد له إجابة: إلى متى هذا التقصير من اتحاد الكرة في منع تكرار مثل هذه الأحداث المزعجة باتخاذ الخطوات اللازمة والحلول الممكنة، وذلك بتكثيف التوعية بين الجماهير الرياضية، كذلك سن القوانين والأحكام الرادعة لمن يرتكب مثل تلك الممارسات غير الأخلاقية في كرة القدم، تلك الممارسات التي حدت بالكثير من محبي وعشاق كرة القدم بالإحجام عن متابعة مباراياتنا المحلية خوفا من مشاهدة مثل تلك الأحداث المؤسفة التي تنم عن جهل تام بالأهداف السامية للرياضة التي تدعو إلى الخير والتسامح، وليس إلى إسالة الدماء والتخريب. إن ما حدث في ملعب الشعلة من أحداث ليعد سقطة في جبين الكرة السعودية من الصعوبة بمكان محو آثارها المستقبلية، ولكن ليكن ما حدث دعوة إلى الانتباه لحال وواقع الكثير من ملاعبنا ومقارنتها بمثيلاتها في الدول المتقدمة من حيث توافر الأمان في تلك الملاعب أو الخدمات المقدمة لمرتادي تلك الملاعب أو إلى غير ذلك من الأشياء التي تضيف المتعة والبهجة لمرتادي تلك الملاعب والتي تحتاج إلى بحث ومناقشة ودراسة متأنية لتحقيق النتائج الايجابية، ولعل ما حدث يكون سببا في إحداث نقلة نوعية لما قد نشاهده في ملاعبنا في المستقبل، والله الموفق. حمود دخيل العتيبي - الرياض