تقدم ألمانيا إمكانيات هائلة للجمع بين السياحة والعلاج والاهتمام بالصحة وتحظى السياحة العلاجية في الولايات الألمانية بشعبية كبيرة كوجهة رائدة وجذابة لقضاء العطلات الصحية وأعطت مدينة «دوسلدورف» عاصمة ولاية «نوردراين فستفالن» لمفهوم السياحة العلاجية بعدا جديدا؛ لذا فليس من الغريب أن تستطيع مدينة دوسلدورف أن تتفرد بجودة الحياة وتعدد الوجوه وأن تجتذب السياح من جميع أرجاء العالم وتحوز على ثقة الزوار العرب. مدينة السياحة العلاجية وتساهم الطبيعة الساحرة والهواء النقي العليل في تعميق أهمية دوسلدورف كمدينة عالمية شهيرة بالسياحة العلاجية، فزيارتها لا تقتصر على الاستمتاع بطبيعتها الساحرة، بل إن الكثير من المرضى العرب يقصدونها من أجل تلقي العلاج في مستشفياتها المعروفة، كمستشفى دوسلدورف الجامعي الذي يمثل قمة التفوق الدولي في رعاية الأمراض والبحوث والتعليم ويعد أهم المراكز الطبية في عاصمة الراين فهو يتألف من 34 عيادة فردية وأكثر من 30 معهدا، كما يعمل فيه ما يقرب من 6000 موظف. وتشتمل تخصصاته على: الأورام مع أمراض الدم وزرع الخلايا الجذعية، جراحة المخ والأعصاب، الأمراض العصبية وأمراض النساء والتوليد، الكبد، زرع الكلى، جراحة القلب وكذلك جراحة الأطفال وأمراض سرطان الأطفال. ويأتي مستشفى «سانت ماوريتيوس» في «ميربوش» الذي يحظى بسمعة طيبة لدى المرضى القادمين من المنطقة العربية، حيث يقوم المستشفى بتلبية جميع متطلبات اللغة والعادات الغذائية لضيوفها. كما يقدم خدماته في تخصصات طب الأعصاب والأمراض العصبية لدى الأطفال وأمراض الشيخوخة وتتوافق بنية العمارة الهندسية للمستشفى مع الطبيعة الإنسانية وحالات المرضى ومن خلال الفضاء الواسع لممارسة العلاجات اليومية الموجهة في محطات العلاج، يتم منح أكثر الأمراض تعقيدا حقها من العلاج، ابتداء من السكتة الدماغية ومرورا بتلف الأعصاب ووصولا إلى شلل الأطفال. رحلة اليوم الواحد وتعتبر المنطقة العربية وتحديدا الدول الخليجية سوقا متنامية بالنسبة إلى مطار دوسلدورف الدولي، الذي يعد ثالث أكبر مطار في ألمانيا، وأكبر مطار في ولاية «نوردراين فستفالن»، حيث تعمل 70 شركة طيران على وصل دوسلدورف بنحو 180 جهة في العالم، بما في ذلك الدول الخليجية. فعلى سبيل المثال، تسير شركة طيران الإمارات رحلات مباشرة بين دوسلدورف ودبي. وهناك رحلات متصلة عبر فرانكفورت وميونيخ توفرها ال«لوفتهانزا» والخطوط التركية من ناحية أخرى يستقبل مطار دوسلدورف رحلات دورية من الدول العربية كالخطوط السعودية والقطرية. كما يوفر مطار دوسلدورف عيادات طبية عالية المستوى تسمح بوصول المرضى في الصباح الباكر، ومن ثم العودة في رحلة المساء مطمئنا وقد حصلت على أفضل رعاية طبية وذلك عن طريق المرافق الصحية المتخصصة المتواجدة وهذا ما توفره مؤسسة «رادبراكس للطب الوقائي» وبمستوى عالمي في مرفقها الصحي في المطار، حيث تشتهر بخدمات قسم الأشعة، والطب النووي، والعلاج الإشعاعي. كما توفر عيادة طب الأسنان خدمات طبية تشمل التشخيص الدقيق والوقاية والعلاج. وقد بنت العيادة سمعة عالمية لها في مجال خدمات طب الأسنان التجميلي على وجه الخصوص. فنادق علاجية أسهمت الفنادق الفخمة في دوسلدورف في تعزيز صورة المدينة بوصفها مركزا مهما للسياحة العلاجية ووجهة مفضلة من قبل العملاء الأثرياء من حول العالم، وذلك من خلال تطوير عروض رعاية صحية رفيعة المستوى بالتعاون مع المراكز الطبية في المدينة. تسوق لكل الأذواق يجد المرضى الدوليون القادمون إلى ألمانيا كل ما يتمنوه. فبالإضافة إلى الرعاية الطبية الشاملة التي يحصلون عليها، تنتظرهم مجموعة واسعة من الخيارات للتمتع بجمال الطبيعة والأجواء الثقافية والمعالم السياحية الجذابة وجولات التسوق المتفردة. ويبدو أن من أكثر السياح حظا هم أولئك العاشقون للتسوق، فما يمكن أن تجده في بوليفارد التسوق «كونيجسآليه» الذي يمثل الفخامة والتسوق الراقي في هذا الشارع الذي يعني اسمه «شارع الملك» ويفضل أهل دوسلدورف أن يطلقوا عليه اسم «كو»، يعد من أشهر أماكن التسوق في عاصمة الراين. ولا يتوقف التسوق في المناطق الحضارية في البوليفارد، بل يتعدى ذلك إلى البلدة القديمة «ألتشتادت» حيث تقدم مجموعة واسعة من البوتيكات الفاخرة ومتاجر الملابس المستعملة ومحال الذواقة. وهناك تجد الاتجاهات الجديدة والأزياء الأنيقة، ابتداء من الملابس الاعتيادية ووصولا إلى العلامات التجارية الفخمة. ويمكنك أن تعيش تجربة خاصة في سوق ساحة «كارلسبلاتس»، الذي يزخر بأنواع الفاكهة والخضراوات الطازجة ويقدم ألذ الأطباق. كما تنتشر العديد من المتاجر الصغيرة ومحال التحف والمطاعم على طول الشوارع التاريخية المرصوفة بالحصى في «كارل شتادت». بعيدا عن الزحام وللهروب من الزحام والضوضاء، ننصحك بالتوجه إلى كورنيش ضفة الراين «راين أفر برومينادة» الذي يعد مكانا مثاليا للراحة والاسترخاء. وتحت ظلال برج القصر التاريخي «شلوس تورم» يمكنك الاستمتاع بمنظر مثالي يطل نهر الراين وجسر «أبركاسل» وميناء الإعلام «ميدين هافن» والذي يضم مباني شاهقة وأبراجا قام ببنائها مهندسون معماريون مشهورون على مستوى العالم، بحيث لم تعد هذه التحف المعمارية تذهل زوار المدينة فحسب، بل والخبراء الدوليون في مجال العمارة أيضا .