نصبح نسخا مماثلة لمن يشتري «سمك الزينة» قبل شراء حوض العرض، حين نتحدث عن جدوى حصص الرياضة المدرسية في صنع لاعبين للمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب، لأننا ببساطة شديدة ننسى النقاش الأهم حول صلاحية البيئة المدرسية في غالب المدارس من تجهيزات وصالات وملاعب لإعداد نواة لاعب في مختلف الألعاب؟ لم تكن حصة «التربية البدنية» متنفسا لنا فقط من بعض مواد الحشو والتلقين التي نبدأ بها سائر أيامنا منذ السابعة صباحا وحتى الواحدة والنصف ظهرا، حيث يصبح الدماغ جاهزا للغليان! بل كانت أيضا فرصة سانحة أيضا للخروج من ذلك الفرن الذي يسمونه «فصل!» تحت تلك الظروف لم يكن مطلوبا من معلم التربية البدنية أكثر من أن يدعنا والكرة لشأننا، ثم إننا سنتفق وديا على باقي الأمور الأخرى من توزيع الفريقين وطريقة اللعب والأمور التحكيمية، وكان كثيرا ما يفعل ذلك ما لم يكن مصابا بحالة مزاج عكرة! وحالة المزاج العكرة السابقة هي التي قد تحول حصة «الرياضة» اليتيمة تلك إلى شيء أشبه بالعقوبات حين يطالبنا بالوثب الثلاثي على «الصبة»! أو رمي كرة الجلة تزن أكثر من سبعة كيلوجرامات لأطول مسافة ممكنة، تلك الكرة التي كانت كافية لاعتزال أحدنا الرياضة منذ ذلك الحين! لم تكن حالة «المزاج العكرة» لمدرسنا هي فقط التي تعصف بحصتنا اليتيمة تلك! فمدرس الجغرافيا مثلا الذي لم يكمل نصف منهجه بعد، كان بإمكانه أن يستعير حصة الرياضة المسكينة ليخبرنا أن تعداد سكان دولة بنجلاديش يبلغ 13.985.922 نسمة، وأن «ميانمار» هي التي تحدها من الجنوب الشرقي! إلا أنه كالعادة لا يعيد «عاريته» مطلقا! صحيح أن ما ذكر أعلاه حدث قبل أكثر من 19 عاما إلا أنه لا يزال ساري المفعول! لذا لست هنا للمطالبة بحفظ حقوق هذه المادة المسلوبة فقط ولكن للمطالبة بأن تكون حصة يومية، لكسر الروتين الممل وللحد أيضا من مظاهر التضاريس الدهنية التي غزت أجساد الطلاب! ثم بعد ذلك مناقشة كيف تكون حصة الرياضة مشروعا لصنع لاعب في المستقبل!