الهلال في تاريخه الممتد شموخا وأنفة.. لم يسبق له على الإطلاق أن ساهم في قتل المواهب الكروية الحقيقية.. فاللاعب الذي يملك الإضافة وصاحب الإمكانيات العالية سيجد حتما البيئة الخصبة للإبداع والبروز.. ولهذا فكل لاعب فنان سيجد نفسه مع الهلال أفضل من أي مكان آخر.. وخاصة أن هذا التاريخ الناصع مليء بالشواهد التي تؤكد أن الهلال لم يقتل أي موهبة كروية.. بحيث لم يتجاهل أو يهمش أو يمارس أي نوع من أنواع الإقصاء تجاه أي نجم.. على اعتبار أن الإدارات الهلالية السابقة كانت مميزة جدا في كيفية وضع الأمور في نصابها وتهيئة فرص النجاح لكل المبدعين والمميزين.. أما اليوم، فالإدارة الهلالية تركض يمنة ويسرة للبحث عن أشباه المهاجمين أجانب ومحليين ظنا منها أنها لا تملك المهاجم «فارس الصندوق».. وهي بذلك تقتل الموهبة الكروية المميزة عيسى المحياني الذي لم يجد حتى الآن التقدير المناسب لمكانته وإمكانياته رغم استطاعته حسم الكثير من المباريات الدورية والمصيرية في مناسبات مختلفة واستطاع أن يسجل له رصيدا مميزا من الأهداف وهو لا يزال احتياطيا ويعتبر رقما هامشيا عند الإدارة الهلالية والجهاز الفني.. وهذا واقع يجب أن يتغير ويمنح المحياني الفرصة فهو يستحق مقارنة بما قدمه أن يكون الفتى المدلل في المقبل من الأيام حتى لو كان ذلك على حساب يوسف العربي والكوري اللذين لم يقدما حتى الآن ما يشفع لهما بلعب عدد دقائق أكثر من المحياني، رغم أن الأخير يملك من المؤهلات والإمكانيات التي تؤهله ليكون الاسم الأول في الملاعب السعودية. فالهلال الذي استطاع أن يجعل من «عادل المطيري» نجما يوما ما بنصف إمكانيات عيسى المحياني، يستطيع أن يجعل من «طلق المحيا» نجما أكثر بروزا ونجومية، على اعتبار أن المحياني يستند إلى أرضية صلبة تجعل منه نجما مؤسسا تأسيسا مميزا وهو الذي استوى عوده الكروي بشعار المنتخبات السعودية وحقق لقب هداف الدوري مع فريق متأخر جدا، فكيف لو وجد الدعم والاهتمام من الإدارة الهلالية والجهاز الفني في ظل وجود كوكبة مميزة من صناع اللعب في الفريق الأزرق..؟!